Views: 4
سأقول ما قلتُه
—
ماذا أقولُ وبيْ الكلامُ مدمَّرُ
وإلى فمي يبقى يوجَّهُ خنجرُ
وقصائدي تُرمى إلى مستنقعٍ
ومواعظي عنها يبعَّدُ مِنبرُ؟
قلتُ الكثيرَ ولمْ أزلْ متكلّمًا
علّيْ أرى شيئًا بهِ أستبشرُ
لكنْ صُدمتُ بجهلِنا متعاظمًا
وبأنّنا في كلِّ يومٍ نصغُرُ
نُمحى مِنَ التّاريخِ نصبحُ لوحةً
سوداءَ شوهاءً لها لا يُنظَرُ
تغتالُنا أسقامُنا وهمومُنا
ونصيرُ في خطواتِنا نتعثّرُ
نهوي ويُثقَبُ طبلُنا وجيوشُنا
مشلولةً تسعى وليست تُنصَرُ
آثارُنا تُخفى معالمُها ولا
ندري لأيّةِ هُوّةٍ سنهَجَّرُ
ولنا كتاباتٌ تُزالُ حروفُها
وغيومُنا أثداؤها لا تُمطِرُ
نسقي حدائقَنا ولا ينمو لها
شجرٌ وأرضُ فلاحِنا تتصحّرُ
ونسيرُ للمجهولِ يخفي ظلَّنا
وبحبلِ وهمٍ للفراغِ نجرجَرُ
إنْ لمْ نُفِقْ فسنكتوي بمحارقٍ
وعلى جدارٍ مائلٍ سنسمَّرُ
وتُهَدُّ قلعتُنا ويُصفَعُ وجهُنا
ومرارةً في الحلْقِ يغدو السّكَّرُ
قوموا إلى الأذهانِ أحيُوا خصبَها
ومقابرًا لنهوضِكم لا تحفِروا
حقلُ الوجودِ يريدُ منكم زرعَكم
هُبّوا إليهِ مسرعينَ وأثمِروا
لا أمّةٌ تحيا وتعزفُ نايَها
وبها وحوشٌ مِنْ ضلالٍ تزأرُ
سأقولُ ما قد قلتُهُ بالأمسِ لن
أخشى وبِلَّورَ السّكوتِ أكسِّرُ
حتّى إليَّ تُصيخَ أسماعٌ ومِنْ
شفتيَّ تأخذُ ما يهذِّبُ أعصُرُ
—
القس جوزيف إيليا
٢٠ / ٣ / ٢٠٢٥