Views: 7
السيارة الحمقاء
” قصة بالشعر ”
…
( هناك ظاهرة سيئة نراها من بعض شبابنا في بلداننا العربية حيث يقومون بفعل حركات جنونية بسياراتهم فيما يسمى “بالأمركة أو التفحيط” أو غيرها من المسميات مما يعرض حياتهم وحياة المارة للخطر. هذه القصيدة جاءت على لسان أحدهم وقد ألجأه تهوره للجلوس على مقعد متحرك )
……
مَــوَّنـتُـهَـا بِــالــزَّيـتِ والــبَـنـزِيـنِ
ثُـــمَّ انْـطَـلَقْتُ أَهِـيـمُ كَـالـمَجنُونِ
أَطوِى الشَّوَارِعَ والدُّرُوبَ مُجَاوِزًا
مَــن أَوشَـكَـت عَـجَلَاتُهُ تَـطوِينِى
سَـيَّـارَتِي الـحَـمقَاءُ سِـرُّ تَـعَاستِي
أَهِــيَ الـمُـدَانَةً أَمْ أَنــا بـمُجونِي؟
نَـزَقُ الـشَّبَابِ وَالاغتِرَارُ وَمَجْلِسٌ
لــلَّـغـوِ ، كــانــت كُـلُّـهـا تُـغـرِيـنِي
أَغــتَـالُ كُـــلَّ إِشَـــارَةٍ صَـادَفَـتِـهَا
حَـمْـراءَ كَـانَـتْ أَوْ بِـلَـوْنِ عُـيونِي
مَــا هَـمَّـنِي طِـفْـلَ تَـرَجَـل مَـاشِيًا
هَـيْـهَـاتَ كَـــانَ بُــكَـاؤُهُ يُـثْـنِـينِي
أَوْ طِـفْـلَةٌ أَفَـزَعْـتُهَا فِــي سَـيْـرِهَا
أو مَـــرأَةٌ مِــن خَـوفِـهَا تَـرجُـونِي
لَـكـنٌَنِي بـالـكِبرِ لــمْ أُنـصِتَ ، وَلَـمْ
أَفـعَـل سِـوَى مَـا سَـوَّلَتْهُ ظُـنونِى
مَــا هَـمَّـنِي أنِّــى غَـدَوْتُ مُـخَالِفًا
لِـمَـبَـادِئٍ سَـــادَت هُــنَـا أو دِيـــنِ
بَـل كَـانَ هَـمِّى فِـي اللِّحَاقِ بِفِتيَةٍ
فِي مَوكِبِ “التَّفحِيطِ” والتدخينِ
وبِـرَغـمِ أنِّـي فِـي الـصِّيَامِ فَـإنَّنِي
لَــم أَرعَ حُـرمَـةَ شَـهـرِهِ الـمَيْمُونِ
طَـاوَعتُ أَهوَائِي وشَيطَانِي غَوَى
نَـفسِي، وكَـادَت سُـرعَتِي تُـفنِينِي
لــــوْلا أَرَادَ اللهُ أَنْ أبــقَــى عَــلَـى
قَــيـدِ الـحَـيَاةِ بِـأَدْمُـعِي وَأَنِـيـنِي
مِـنْ فَوْقِ هَذَا المقْعَدِ الْمَلْعُونِ قَدْ
أصْـبَحَتُ أُدْعَـى الـيَومَ بِالمِسْكِينِ
هَـــذَا جَــزَائِـي نِـلَـتُـهُ بِـرُعُـونَـتِي
وَسَـفـاهَـتِي وَتَــهَـوُّرِي وَجُـنُـونِي
****
سَـيَّارَتِي : مـا كُـنتِ بِالحُمقِ الَّذِي
صَـــوَّرتُــهُ بِــخَـيَـالـيَ الــمَــأفُـونِ
لَـكِـنَّهُ مِن حُـمـقِ نـَفسِـي والـهَـوَى
لـمَّـا جَـعَـلتُكِ مِـثْـلَ كَــوْمِ عَـجِينِ