Views: 4
# القسوة والعنف#
هم العدو الأول لكل بنى الإنسانية ،لا فرق في ذلك بين مسلم أومسيحى أو وثنى ،فالكل عندهم سواء، حيث يعتبرون أنفسهم عنصرا ممتازا خُلق للحكم والسيادة والمُلك، وكل الناس بعد ذلك مجرد خدمِِ وعبيد خلقهم الله لخدمة الشعب المختار.
#بل إنهم ينظرون إلى كل البشر نظرة شيئية ، أى أن الناس كالأشياء، كالجمادات لا حق لها ولا حُرمة ، تُملك ولا تمْلِك،تخُدِم ولا تُخدم، فالناس عندهم كالأشياء بكل ما في الكلمة من معنى ، لا حس ولا إرادة ولا فهم، وهى نظرة إجرامية تهدر حرمة الإنسان وحقوقه.
# بل إنهم ينظرون إلى بني البشر نظرة أقل من نظرتنا نحن إلى الحيوان ، لأن نظرتنا نحن المسلمين إلى الحيوان نظرة أخلاقية، تعرف له حقه وحرمته ، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخَلَتِ امرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ، ربَطَتْها، فلَمْ تُطْعِمْها، ولَـمْ تَسْقِها، ولَـمْ تُرْسِلْها فتَأْكُلَ مِن خَشَاشِ الأَرْضِ.. البخارى ومسلم..
# ومن ثم فإن هؤلاء لا يضعون لأرواح غيرهم أي قيمة أو حرمة، فهي كأرواح الحيوانات، لأنهم يعتبرون أن إزهاق أرواح غيرهم وسفك دمائهم من القربات التي يتقربون بها إلى الله.
# جاء في التلمود:إنه من العدل أن يقتل اليهودى كل أممى ( غير يهودى)، لأنه بذلك يُقرِّب قربانا إلى الله ،ويكافأ بالخلود فى الفردوس، وللإقامة هناك ، أما من يقتل يهوديا فكأنه قتل الناس أجمع.
# جاء فيها أيضا : محرم على اليهودي أن يُنجي أحدا من الأمميين من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، بل إذا رأي أحد الأمميين واقعا في حفرة عليه أن يسدها.
# ولذلك قال موسى بن ميمون وهو من كبار مفسري التلمود : الشفقة ممنوعة بالنسبة لغير اليهودي، فإذا رأيته واقعا في نهر أو مهددا بخطر، فيحرم عليك أيها اليهودي أن تنقذه.
#هذه القسوة وليدة لصفة الجبن، فقد أثبتت تجارب علم النفس أن الجبان قاسِِ،لأنه إذا وجد الفرصة للضرب،ضرب في خوف ورعب،فيكون عنيفا قاسياً.
# فهو دائما مستضعف ذليل جبان إذا أحس من خصمه القوة،ولكنه لا يرحم إذا قوى وأحس بضعف خصم.
#ولذلك هو لا يعمل إلا في الظلام ،ولا يضرب إلا من وراء ستار.
# لقد وصف القرآن الكريم قسوة قلوب هؤلاء أبلغ وصف، وصورها أبلغ تصوير فقال:( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ).البقرة ٧٤.
وقال أيضا:( وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ). المائدة ١٣.
# ولهذا كتب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى أبد الأبدين ،وحكم عليهم بالتشرد والتشتت فى أنحاء الأرض ،لا يقر لهم قرار ،ولا يهدأ لهم بال.
قلق ممتد ،وخوف دائم، يصورهما القرآن الكريم أبرع تصوير فقال:( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ). آل عمران ١١٢.
#إن كنتَ تعتقد أنَّ الله لن ينتقم لكل هذا الظلم، فقد أسأت الظنَّ فيه، ولا تعرفه حقَّ المعرفة: “ولا تحسبنَّ اللهَ غافلاً عمَّا يعملُ الظالمون” إبراهيم ٤٢.
#اللهمّ إنّ في تدبيرك ما يُغني عن الحيَل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، أصلح لنا شأننا كلّه ولا تَكِلنا لأنفسنا طرفة عين.
# اللهم ليس بالعتاد، ولا بالعدد ، فمنك العطاء، ومنك المدد.
#اللهم نبرأ من حولنا إلى حولك ، ونأوي إلى كنفك وركنك، سبحانك وبحمدك، صدق وعدك، ولن يهزم جندك.
# اللهم احفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء وشر يارب العالمين