Views: 2
ما لقومي ؟
أبيات : صلاح جرار
ما لقومي أضلهم سعي ساع ؟
فتراموا على دروب الضياع
فرطوا في الحقوق من غير حق
وتداعوا لبيعها دون داع
أنكروا الشمس وهي تشرق صبحا
لم يقروا لها بفضل الشعاع
بدلت عزهم صروف الليالي
فهووا في الحضيض بعد ارتفاع
فوضوا أمرهم لكل غريب
كاذب في مقاله والمساعي
وأطاعوا الذي يشاء وأضحى
ما سواه من الورى بمطاع
ومشوا في ركابه ورضاه
واستجابوا له بذل الطباع
قد أقاموا على الهوان طويلا
بين ذل وطاعة وانصياع
يوصدون الأبواب في كل وجه
لاقتراب من بعضهم واجتماع
ويخوضون في بحار النوايا
دونما عدة لها أو شراع
يكنزون الأموال والجوع فاش
ويعيشون عيش قوم جياع
ويبيحون إرثهم وثراهم
لوحوش مسعورة وضباع
ليس فيهم من يرأب الصدع أو من
يرتق الخرق بعد كل اتساع
ليس فيهم من يصلح الحال أو من
ينشد الوصل بعد طول انقطاع
لم يعيشوا الحياة إلا بذل
أو ينالوا منها سوى الأطماع
طمعت فيهم جميع البرايا
ورأتهم باتوا كسقط المتاع
يزعمون بأنهم أهل مجد
شربوا دونه حليب السباع
يعرفون الصواب لكن تجافوا
عن طريق الصواب صوب النزاع
خذلوا أهلهم بساحة عز
لم يطيقوا لغاصب من دفاع
سقطوا في امتحان غزة جهرا
عند غض الأبصار والأسماع
خرجوا من ثيابهم بكساد
وسواد يحكي سواد الرقاع
لم يكن غير خزيهم من حصاد
أو لهم غير ذلهم من متاع
سنة شيعة دروز وكرد
ومسيحيون من جميع البقاع
بان طبع الخذلان في كل وجه
لم يعد خافيا بأي قناع
كلهم ينظرون والناس صرعى
لم يكن في جموعهم من شجاع
قد أحاطوك من جميع النواحي
مثلما تخنق الضحايا الأفاعي
كل راع في الأرض يحمي حماه
غير قومي فإنهم دون راع
كلهم يرقبون يوم مماتي
أو رحيلي عن موطني ووداعي
ليس غيري يعيد لي كل حقي
فلقد كنت حزته بذراعي
سوف أحيا برغم كيد الأعادي
رغم جوعي وشدة الأوجاع
عمان يوم الأربعاء ٢٦ رمضان ١٤٤٦ هجرية الموافق لتاريخ ٢٦ / ٣ / ٢٠٢٥