Views: 3
يا رائع النفحات عُد متفضلا
…
بــالأمــسِ رَحَّــبـنَـا بِـــهِ إذ أقــبـلا
و الــيـومَ شَـــدَّ رِحــالَـهُ مُـتَـعَـجِّلا
أكـــرِم بِـــهِ ضـيـفـاً خـفـيفاً زارنــا
و مـضى عـلى أَمَـلِ الـلقاءِ مُهَروِلا
و كـأنَّـهُ مــن عـنـدِ ربِّ الـعالمينَ..
مُــبـشِّـرٌ لـلـقـانـطينَ مِــــنَ الــمَــلا
حَــمَـلَ الـرسـالـةَ أنَّ ربِّـــي راحــمٌ
يـمـحو خـطايا مـن بِـها قـد أُثـقِلا
و جِـنـانُـهُ قـــد فُـتِّـحَـتْ أبـوابُـهَـا
لـلـتائبينَ ، وبــابُ ” مـالكَ ” أُقـفِلا
غُـلَّت شـياطينُ الغِوايةِ ، و اكتوى
إبـلـيـسُ فـــي أصــفـادِهِ إذ كُــبِّـلا
لــلــهِ شــهــرٌ كـالـنـسـيمِ طـــراوةً
غَــمَـرَ الـقـلـوبَ بــنـورِهِ مُـتَـفَـضِّلا
كـــم ذا تَـرَقَّـبتُ الـبـهيَّ حـضـورَهُ
أدعــو ، وأسـكبُ أدمـعي مُـتَوَسِّلا
حـتـى إذا مــا جــاءَ وَلَّــى مُـرقِـلاً
و كـذاكَ كُـلُّ الـعُمرِ يـمضي مُـرقِلا
***
رَمَــضَـانُ كــيـف تـركـتنا! أرأيـتـنا
كـالـسـابقاتِ مُـضَـلَّـلاً و مُـضَـلِّلا ؟
مِــثـلَ الـقَـطـيعِ يَـسُـوقِـهُ لِـهَـلاكِهِ
مَــن لا يُـفَـرِّقُ بَـيـنَ مَـاءٍ أو طَـلَى
أرأيــتَـنـا كــالـعـامِ فــــي نَـزَواتـنـا
نـبني لـها صـرحاً مَـشِيداً مُذهِلا ؟
أم أنّــنَــا عُــدنَــا بــقـلـبٍ خَــاشِـعٍ
لــلــهِ ، نَــرتَــادُ الـسَّـبِـيلَ الأمــثَـلا
نَـمشِي عَـلَى دَربِ الـحَبيبِ مُحمَّدٍ
أرواحُــنَــا تَــرنُــو لِـجـنَّـاتِ الــعُـلَا
***
رَمَــضَـانُ مــا زالــت دِمــاء أحـبـة
فــي غــزةٍ تَـنـسَابُ نَـهـرًا سَـلـسَلا
الأَرضُ تــرزحُ تـحتَ وطـأةِ مُـعتدٍ
يــا كــم أذاقَ رجـالَها طـعمَ الـبِلى
آهٍ و أقــصـانـا يَــئِــنُّ و يـشـتـكـي
و الـمِـنـبرُ الـمـكـلومُ صــاحَ مُـهَـلِّلا
والــعُـربُ مــا زالــوا سُـبَـاتًا قَـاتِـلًا
وعَــدُوُّنَـا فِـيـنَا يَـصُـولُ مُـجَـلجِلا
أرأيــتَ مـا صِـرنا إلـيهِ،و لـم نـكن
نرضى سِوى نجمِ المجرَّةِ منزلا ؟!
***
رَمَــضــانُ إنْ غَــادَرتَـنَـا لا تَـنْـسَـنَا
يــا رَائِــعَ الـنَّـفَحَاتِ عُــد مُـتَفَضِّلا
و احـمـلْ بَـشَائِرَكَ الـعَظِيمَةَ ،إِنَّـني
مـازلـتُ فــي عَـفوِ الـكريمِ مُـؤَمِّلا
حـــمـــداً لـــــكَ اللهُمَّ أنْ بَـلَّـغـتَـنَـا
خـيرَ الـشهورِ ، و أنـتَ خـيرٌ مَوئِلا
فَـاْمـنُنْ عـلى الـعبدِ الـفقيرِ بـتوبةٍٍ
و اغـفـر خـطـايا مــن دعـا مُـتَبَتِّلا