Views: 60
،،فيروزة .تراث ، و أعلام ،، كتاب توثيقي ،عابق بقيم الأصالة
لشدّما تضاعف سروري حين حمل البريد لي كتاب ،،فيروزة .تراث ، قصص و أعلام ،، للصديقين الغيورين جورج ذيب وجورج دانيال، ، فكتابهما في حلّته الأنيقة ، غلافا وطباعة وإخراجا ، فضلا عمّا حوى بين دفتيه من معلومات ووثائق وصور ، جاء ملبيا لحاجة ملحة ، حيث يقدم لمختلف الاعمار وخاصة الناشئة مع تعاقب الأجيال ، وقد خصّها المؤلفان بالإهداء ، كما خصوا الرواد الأوائل الذين تجاوزوا تحديات جسام و شقوا طريق العلم والتقدم ، جاء زادا غنيا ، فيه من التحديات و العبر ،بقدر مافيه من معالم فخر، وفيه من الدلالات ، بقدر مافيه من خلاصات الحياة ،
غادر ،، فيروزته ،، جسدا ، وظلّت الروح معلّقة ،بجذور زيتونها ، عبرا المحيط غربا ، وما تنسّما غير عبق زهر لوزها ، وتيّمنا بعرائش عنبها ، وقبيل اغترابه ، أراد الشاعر المربي ،دانيال ،أن يهدي معشوقته الفيروزية ، ما يرسخ ذكريات الربوع ، فاتفقا على غرس ،،عريشة ،، فيروزية وارفة من تراثها وناسها وحكاياتهم عبر كتاب ، ثمين أثير .
م. جورج ديب المغترب ، وجورج دانيال ” ،قبيل اغترابه، تشاركا الفكرة و البحث على مدى سنوات فكتبا تنشيطا لذاكرة وتخليدا لذكريات ، وأنجزا كتابهما ،، فيروزة تراث أعلام وقصص ،، وصدر في حمص تموز الماضي
تتوزّع صفحات الكتاب ال 260 على ثلاثة أقسام ، كما في عنوانه، بداية مع التاريخ والجذور ،ثمّ تراث فيروزة المادي واللامادي ، من مخاتير البلدة وبيوتها ومهنها والكنائس والمدارس ، إلى مبادراتها ورواد العلم والتعليم ، وحكايات نجاح وسبق في تأسيس الأندية الرياضية ٦ أندية أواسط القرن ال 20 ، ثم الكشاف والحراك الأدبي والمسرحي المبكر ، ناهيك عن قدم الجمعيات الخيرية منذ مطلع القرن في الوطن والمغترب ، ويتوقف مليا عند بدايات الهجرة ومآلاتها ،حيث يتحدث الكتاب عن هجرة بعض أهالي صدد باتجاه أطراف مدينة حمص وصولا الى واقعها الحالي ..ويوضح كيفية توزيع الأراضي وفرزها ..و الكثير من الذكريات الجميلة ..ومعالم الحياة القديمة ..والعرس القديم .. مقارنة بين العراقة والحداثة ..وصولا لما هي عليه الآن ..ويتحدث عن حركات الهجرة الخارجية وأثرها …كما يشمل لمحة مقتضبة عن بعض أهم الشخصيات والإعلام الذين أثروا في نشأتها و خدموها بجوانب مختلفة .
.يتميز الكتاب بأسلوبه السردي الشيّق ويحوي عديد الصور القديمة والحديثة ..وقد اختتم الكتاب بقصائد عن فيروزة لشعراء تغنّوا بها ، كواحدة من القرى الجميلة النضرة كما نفوس أبنائها ..وهي التي تتوكأ على كتف مدينة حمص الشرقي.
وهذه أبيات من قصيدة ،، وذات الحسن ،، للشاعر المرحوم منير البوفي *
وذات الحس لو انتسبت لقالت أنا فيــروزة المــجد انتســــابي
ورثت المجد من قوم كرام فأينـعت المــــروءة فـي اهابي
وأرض النور من عهد قديم بتعـــليم الطفــولة والكعـــــاب
وقد راضوا المناهل كل صوب فكان الخير من ضنك اغتراب
هي فيروزة الوطن المفـــــدى وتبقى الروح منها في اقتــــراب
قلت وأكرّر ، أن الخلاصة التي لمستها ، أن غيّرية فريدة تعبق في نفوس أهالي أبناء القرى ،،بنات صدد،، تعلّقا بالأصل ، وفي فاتحة كتاب الصديقين ، توضيح المحتد الصددي لفيروزة ، وأن الهجرة من صدد بدأت مطالع القرن 16 إلى فيروزة وأخواتها ، إضافة إلى اعتبار من يقطن في فيروزة من أبناء صدد الحاليين ، إنهم فيروزيين، فضلا عمّ يفوح في متن الكتاب من أريج حنين وجذور
ولفتني ، تنويه الكاتبين بأن مؤسسي جمعية ،، زهرة الإحسان ،،في كوهوز ١٩١٤ ، هم من فيروزة وصدد وقراها الأخرى على نحو ما أبرزت في كتابي عن صدد ، فما أحلى أن تتلاقى الغاية والهدف، على طرق التكامل المجدي ، وحبذا لو كنا على معرفة وتواصل قبلا ، لتعاونّا بتبادل معلومات ، بل وبآراء نصوحة ، رغم اختلاف الإطار المرسوم لجهد كل منّا. ،أما أن يأذنا لي بالإفادة من جهدهم ، فلا يبتعد عن هذه الغيرية العاطرة ، ما أتاح لي اختزال معلومات وتوثيق ، لأضيء على الروّاد والأوائل الفيروزيين- الصدديين ، فلهما وافر الامتنان والمودة
=========
# تشرّفت بجيرة الشاعر منير البوفي وصداقته بدمشق ومن أسف لم ألتقه بعدها بسبب عودته لحمص ، لروحه السلام
*سعدالله بركات