Views: 3
أنشودة نيسان .. وجداول الربيع
مع اشراقة نيسان .. و اطلالة شذاه .. و انتشار عبير أزهاره
من الطويل .. و القافية من المتواتر
أتاك بنيســـانٍ شقائقُــــه الحمرُ… فأحبب به شهرا.. و قد أقبل الشهرُ
سقى اللهُ أيامَ الربيعِ و روضَهُ …توشي حواشيهِ البراعم والزهرُ
تُحيكُ له الأزهارُ بُردًا مزركشًا … كأنَّ على أطرافِهِ رُسم السحر
كأنّ عليهِ الشمسَ ألقتْ قصيدةً …وأحرُفُها النسرينُ والوردُ والعطرُ
فألبَسها ثوَب الضياء مــــلاءَةَ …أنـار ديـاجيها بأندائِه الفجر
يسطرُها في صفحةِ الليلِ شاعرٌ … فتأتلقُ الأقمارُ ما أورق الشعر
فأحببْ بسهراتِ الربيعِ و ليلِه … تنازعُ فيهنَّ الصباباتُ و الفكر
لكم أخذَ الألبابَ أطيافُ حسنِه … كما أخذتْ من لبِّ شاربِها الخمر
فلله وسميٌّ يجـــودُ بقطـــرِهِ … ليحيي مواتَ الأرضِ اذ نالها القطر (1)
تسافر عيني بين انداء أيكـه … كأن على أوراقهـا كُتِبت ســفر
و عشاق ليل أدلجوا في بهيمه… تخفوا كما يخفى بأفئدةٍ سـرُّ (2
اذا نشرت شمسُ الصباحِ ابتسامةً… تأنقتِ الدنيا فيستنفر الـعطـر
ودوحٍ ..على أغصانه نـاح بلبلٌ … و غرّد صدّاحٌ.. فمال له الزهرُ
و يعزفُ شلالٌ .. وغنت ربابة …فتحلو الليالي ما اضاء بها البـدر
ترى جدولا في المرجِ حاكى ضئيلةً… مضى يتلوى حين ضاق به الصخر (3)
اذا النرجسٌ النعسانَ هامسَ وردةً … تُورِدُ خديها شقائقُهُ الحُمــر
و سنبلةٍ في سندسِ المرجِ مائجٍ … كستهُ من العقيان أرديـةٌ صفر
اذا خاطبتْها الريحُ . مالتْ كأنما … تعاني من الأسقام ألوانُها الصفر
كأن خيوطَ الشمسِ حاكتْ ملاءةً … على تلةٍ تزهو ينادمها سحر
و تأتلقُ النجماتُ و الليلُ مزهرٌ … فيضحكُ من لألائها البحر و النهر
توضأ فيه الشمسُ ترنو لمغربٍ …فيغسلُ أدرانَ النهــارِ لها البحر
وردت خيوطَ التبرِ صفحةُ مائِه … اذا داعبت أمواهَهُ راعكَ السحر
اذا ما علتْهُ الشمسُ ألقتْ أشعة… فيلعبُ فوقَ الماءِ في الفضةِ التبر
و تنشدُ ألحانَ الصباحِ أزاهر … كأنَّ على افنانها اتـكأ الفجــر (4)
و تشجيك ألحان الحساسين في الضحى … تنادم أحبابًا علا وجهَها البِشر
كأن أزاهيرَ الرياضِ عرائسٌ …قد افترَّ عن بسماتهن الوجهُ و الثغـر
اذا سرحتْ عيناكَ في الروضِ ساهمًا…سبتْكَ المروجُ الحمرُ والسندسٌ الخضـر
و يضحك مرجٌ حين تبكي سماؤه … فتزدانُ في الأنحاءِ أبسُطُةٌ خضـر
فلله مرجٌ يرتدي السحرَ حلة…فتحلـو على أطرافه حِــللٌ حمر
بكفِّ الليالي صافحت ضوءَ فجرِهِ…فتعتبقُ الأجوا وينتشرُ العطر
على سرحةِ الأحلامِ تشدو بلابلٌ … وتسرحُ في أرياضها الأغيدُ السمر (5)
و كم داعب الأقمارَ أغصانُ دوحة … تميل بها الأنسامُ اذ يضحكَ البدر
يجود علينا اليــاسمينُ بعطره… فيزهو به آسٌ وينتشر النشـر
اذا الصبحُ القى للرياضِ وشاحَه …تجـرَّدُ من أثوابِـها الليلةُ البــكر
جرى الليل يلقي في الدياجير أشهبًا…كأن على مصباحها أفصـحَ الفجــر
بروضٍ سقت سماره كفُّ ساحرٍ … كؤوس الهوى و الليل صهباؤه وفر
وسحّت على الواحاتِ طخياءُ ديمةٌ … فرقَّ بياض الصبحِ ..وانهمرَ القطر (6)
وربَّ هشيم نالت الريـح بغتـةً … فتحسبُ آرأمـا وقـد مسها الذعر
و أوراد مرج ضاحكتْها سحائب… كأن على أمواهها اعشوشبَ الدهر
…………..
خالد ع . خبازة
اللاذقية نيسان 2020
1- الوسمي : مطر الربيع الأول .. لإنه يسم الأرض بالنبات
2- أدلج : الادلاج .. السير سحرا .. أو في الليل كله
3- الضئيلة : الحية الدقيقة
4- أدواح : جمع دوحة و هي الشجرة الكبيرة والمتطاولة الوارفة من أي نوع من الشجر كان .. يستظل بها
5- السرحة : جمعها سرح .. و هو نوع من الشجر الكبير و المتطاول و الوارف و يستظل بها أيضا
و يمكن القول ان كل سرحة هي دوحة وليس العكس
و الأغيد : جمع غيداء .. و هي الفتاة الناعمة ، لينة الأعطاف
6- سح : يقال سح الدمع او الماء أي سال من فوق سيلا شديدا
و الطخياء : ظلمة الليل أو الليلة المظلمة .. و يقال للسحابة طخياء