Views: 3
قـــــصـــــيـــــدتـــي .. و الـــــحـــــســـنـــاء
قصيدة من أول الطويل .. و القافية من المتواتر
جــلــوتُ حــوافــي الــقــلبِ فــانــطلق الــشــعرُ
فــتــاقــتْ الــــى مــحــرابِــه الأنــجــمُ الــزُّهــر
فــشــبَّــهتُها الــحــســناءَ .. ســــحــرًا و فــتــنــةً
لــيــشــرقَ فــــي أنــدائــها .. الــزهــرُ والــفــجر
رســمــتُــكِ .. يــــا حــســناءُ بـــوحَ قــصــيدةٍ
مــنــمــقــةٍ عــصــمــاءَ .. و شَّــحــهــا الــســحــرُ
تــــبــاهــي قــوافــيــهــا جـــمـــالَ خــــدودِهــا
وفـــي شـــطِّ عــيــنيها قـــد انــتــظمَ الــبــحرُ
يُــــفــتِِّــقُ أبـــكـــارَ الــمــعــانــي .. نــســيــجُها
كــمــا فــتَّــقَ الــبُــرعومَ فـــي الــرَّوضــةِ الــزهر
فــأبــيــاتُها .. مـــن كــخــل عــيــنيكِ كُــحِّــلتْ
و مـــــلءُ قــوافــيــها الــصــبــاباتُ والــــذكــر
و عــيــنــاكِ يــــا حــســنــاءُ .. كــانــت رويّــهــا
و ديــبــاجــتاها الــثــغــرُ والــــصــدرُ والــنــحــر
تـــرى الــلــعسَ فـــي بــيتِ الــقصيدِ اســتعارَةً
ويُــكــني عـــن الأجــفــان مــن ســحرِها ســحر
تــحــاكي الــقــوافي الــغــيدَ فـــي كـــل مــطلعٍ
اذ الــــطــلُّ و الأنـــداءُ .. فـــي رِمــشــها كُــثــر
بــــهــا كـــلُّ مــعــنىً يــعــشقُ الــلــفظَ حــرفُــه
و مــــازجَــه .. حــتــى مـــا يــبــاحُ لـــه ســتــر
و دقَّـــــتْ مــعــانــيها .. و رقَّــــتْ بــلــفــظها
فــتــســكِرُكَ الأبــــيــاتُ .. مـــا أســكــرَ الــثــغر
يــقــومُ بــنــحتِ الــحرفِ فــي جــوفِ صــخرةٍ
و يــصــقــلُــه.. حــــتــى يُــطــاوعَــه الــصــخــر
و مـــــن ريــــقِ أرآمٍ .. مــــزجــتُ مِــــدادَهــا
ومـــن عــطــرِ ريــاهــا .. قـــد امــتــزجَ الــحبر
ورصَّــــعــتُ مــــن رتـــلِ الــلآلــي .. بــديــعَها
فــأظــهرَ حــســنَ الــرصفِ فــي وجــهِها الــبِشر
أولِّـــــدُ فــــيــهــا .. كــــلَّ مــعــنــىً مــغــيــبًا
فــتــســطعُ فــــي أنــحــائــها جُــمَــلــةٌ بِــــكــر
وان هــــيَ الا الــــروحُ و الــشَّــهــدُ صــافــيًــا
و نــــســمــةُ اشــــراقٍ ..أو الــفِــكــرةُ الــبِــكــر
تُــــضــــاحــكُ أزهـــــارَ الــــربــيــعِ جـــزالـــةً
فــيــرقصُ وجـــهُ الــمــرجِ .. أو يــضحكُ الــبدر
يُــــســابــقُ مــعــنــاهــا تــــراكــيــبَ لــفــظِــهــا
فــيــمكثُ قــبــلَ الأذنِ فـــي الــخــافقِ الــشــعر
يـــــرفُّ بــــهــا صــــدرُ الــقــصــيدِ طــــلاوة
كــمــا رفَّ فـــي الــحــسناء مــســتشرفًا صــدر
فــــلــــلــهِ أبـــيـــاتٌ .. و لـــلـــه خــــصــرهــا
أقــانــيــمهنَّ الــــبَــوحُ و الــمَــيــسُ و الــســحــر
كــــــأنَّ مــطــالــيــعَ الــقــصــيــد مُــــصــرَّعًــا
عـــذارى عــلــى بــســماتهنَّ .. صــحــا الَــفــجر
تـــــأجـــجُ أرواحُ الــــقــــوافــي لــــســحــرِهــا
فــيــغفو بــهــا شــطــرٌ .. ويــصــحو لــها شــطر
جــــرى الــشِّــعْــرَ شــــلالا كــشــلالِ شــعــرِها
كــمــا أغـــدقَ الأمـــواهَ فـــي الــمــسقطِ الــنهر
بــــهــا كِــــبَــرٌ فــــي .. كـــلِّ لــفــظٍ و جــمــلةٍ
ويــحــلو لـــدى الــحسناء فــي الــشِّيمِ .. الــكِبْر
تُــعــيــرُ الــــحــروفُ الــخــمــرَ كــــلَّ ثــمــالــةٍ
و يــكــني بــهــا عـــن ســحــر أجــفانِها ..ســحر
فــــيــزهــرُ الـــهـــامٌ.. و تـــــزدانُ صـــــورةٌ
و يـــبـــدُعُ ابـــــداعٌ .. أو يــنــتــشي فــــكــر
فــفــي شــفــتيها .. يــنــضحُ الــشَّــهد مــســكرًا
كــــذلــك حـــال الــخــمرُ و الــشَّــهدُ و الــســكر
تــــعــتَّــقَ دهــــرًا فــــي ســــراديــبِ بــــابــلٍ
وأثــــمــلَ حــــتــى ..مــــا يــشــاءُ لـــه خــمــر
عــــلــى ثــغــرِهــا قــــد ذابَ حــلــوُ حــديــثها
كــــمــا ذابَ شــــهــدًا فــــي تــفــاعيلِه الــبــحر
هــجــرتُ هــجــينَ الــلــفظِ اذ طـــابَ نــظــمُها
و فـــي شــفــة الــحــسناءِ .. يــستعذب الــشعر
و اشــــرقَ فــيــهــا مــــا بــــدا مـــن كــنــايةٍ
هـــي الــخــمر حــتــى كـــاد أن يــسكر الــخمر
تــــعــانــقُ أعـــجـــازُ الــقــصــيــدِ صــــدورَهــا
تَــــعــانــقَ أحـــبـــابٍ يــــراد لــــهــم هــــجــر
وذابـــــت بــــمــتــنِ الــقــافــيــاتِ طــــلاوة ٌ
كــــمــا ذوّبــــتْ شــــهــدًا عــلــى شــفــةٍ ثــغــرُ
تــــغــنــى بـــهـــا دهــــرٌ فــمــاســتْ ثــمــالــةً
و تــنــتــفضُ الــدنــيا .. و قـــد ثــمــلَ الــدهــر
خالد خبازة