Views: 2
الأماكن
كلها مشتاقة لك
على الرُّوحِ هبّتْ من لَدُنكُم نسائمُ
فأيقظَتِ الأشجانَ؛ والنورُ نائمُ
وأنشدَ طيرُ القلبِ أغنيّةَ الأسى
وظنُّوا هديلاً ما شدَتْه الحمائمُ
فأنّى له بعضُ السكينةِ؛ بعدَما
تعثّرَ بالأحزانِ؟! ينهاهُ لائمُ
يُفتِّشُ في الأرجاءِ ينزفُ دمعُها
وذِكرُ الغَوالي في الأماكنِ دائمُ
يَلوحُ بها حزنٌ مقيمٌ يثيرُها
يطوفُ أنينٌ في المرابعِ هائمُ
على صفحةِ الجدرانِ قصةُ عالمٍ
من الحبِّ تُنبِي عن بَهاهُ العَلائمُ
وفي روضةِ التّذكارِ غصّةُ زهرةٍ
لها خافقٌ عن لذّةِ العيشِ صائمُ
تنوحُ الزوايا، يخفقُ السُّورُ لهفةً
وقد وهَنَتْ منه القوَى والعزائمُ
على عتباتِ الشوقِ عطرٌ وبحّةٌ
ورجعُ الحكاياتِ القديمةِ حائمُ
تُهيّجُ ذكرى الأمسِ في القلبِ نفحةٌ
من السّحرِ هفَّتْ حين هبّتْ نسائمُ
فكيفَ يطيبُ العمرُ؛ والسّقفُ قد هوَى؟!
ومَعنى النّوى والفَقدِ في الروحِ قائمُ
سقَى اللهُ تُرْباً ضَمَّ بحراً وجَنّةً
وجادَتْ على مَثْوى الكرامِ الغمائمُ
عروبة الباشا