Views: 4
أوقد على الطين
أوقدْ على الطّينِ علّي أبلغُ الحجبا
و اقدح زنادك علي أدركُ السّببا
خمسونَ عاماً فكم من شدة ٍ عصفت ْ !
أرختْ ذوائبها ، كم أنجبتْ كُرَبا
النّارُ تلسعُ بلداني برمّتِها
والحرب ُ تأكلُ أولادي فيا عجبا !
حتّى المَدافعُ لم تُطلَق لتنجدني
بل مزّقتْ جسدي المصلوبَ والكتبا
في ساحةِ الحربِ مذبوحٌ أيا وطني
قد قدّموكَ ضحايا تَجْرعُ اللّهبا
همْ للعروبةِ ما كانوا بمقعدهم
بل أوهنوها و ما كانوا لها النُّخَبا
هذي العروبةُ أشعارٌ مردّدة ٌ
في سِفْرِ عُرْب ٍ أجادوا يومَها اللعبا
خانوا العراق و خانوا عهدَ ذمّتهم
و استأصلوا المجدَ قربانا لمن غَصَبا
قد أوهمونا بأنّ النيلَ ذو همم ٍ
حتّى تبيّنَ زيفُ الدعوةِ الكذبا
لبنانُ شلوٌ و أبعادٌ ممزّقة ٌ
من عُمْرِ آدمَ كم تاريخهم نُكِبا
الشّام ُ ..ما الشّامُ إلّا وحدة ٌ كشفتْ
كِذْبَ ادّعاءٍ ، فأغريتم بها الغُرَبَا
أنتمْ ذبحتُمْ كفاحَ الشّام ِ من زَمَن ٍ
يا أيّها العُرْبُ أخزيتُم لنا الحُقَبا
قوموا إلى المجدِ و اسعوا نحو قمّته ِ
لا يعتلي صهوةَ الأمجادِ مَن هربا
محمد الديري