Views: 8
حارة الشيخ علوان (حارة العلاونة)
ملاعب طفولتي.
عندما تحاكى البيوت بعضها بعضاً حديث الحب من الأعماق.. حديث الوفاء للناس.. للحجر وللدرج.. للنوافذ والأبواب..
عندما تعلو التسابيح عند أذان الفجر..فهذه حتماً حارتي.
حارتي التي علمتني المحبة كيف تكون وأن البسمة في وجه الجيران تنسيك حزنك وهذا ما افتقتدته للأسف في الحارات الحديثة.
في حارتي التي تنبض بالحياة ترى الجيران يساعدون بعضهم بعضاً حسب مواسم المونة كموسم الملوخية و بالباذنجان بكل بساطة .. نصعد لسطح المنزل لتنشيف القمح المسلوق ولسكب البندورة في أوعية كبيرة لتجف تحت أشعة الشمس … لكن الحب في قلوبنا ندياً لم يجف..
أفراحنا مشتركة، أحزاننا واحدة.
جارتي تعطيني شتلة عراتلية وأنا أعطيها أصيص خبيزة..
أقدم لها طوقاً من الياسمين فتهديني طاقة فل وريحان مع ابتسامة وفنجان قهوة..
هذه تناديني لأشاهد معها مسلسلها المفضل، وتلك تسألني عن طبختي …
في ذلك الزقاق الذي ضاق إلا من الحب ♥ الذي ضمني بكل حنين الأم.. أرى نساء الحي يتراكضن لاستقبالي قبل أن أصل بيتي، شباب الحي رائعون يدافعون عن بنت حيهم إذا ماتعرضت لكلمة من أحد وكأن الكل معا أسرة واحدة…
لا ترى فيهم جائع إلا ماندر لأنهم يسكبون لبعضهم من الطعام حتى ولو كان قليلا ً..فالبركة تجعله يشبع قبيلة.
للقهوة التي نحتسيها حول البحيرة والنافورة الراقصة على أغاني فيروز طعم بمذاق المحبة..
العيد في أحيائنا القديمة له نكهة الفرح لا يشبه عيدنا الحالي لأنه هو العيد الحقيقي..
لكم مني السلام ياجيراني.. لكم مني السلام ياأحياء و ياأموات حارتي..
حافظوا على صندوق ذكرياتي في بيوتكم الدافئة وقلوبكم الوفية…
حين نغادر منازلنا القديمة لا نغادر مكاناً بل نغادر جزءاً من العمر..
صديقتكم ماجدة العلواني الكيلاني