Views: 3
خيرُ الكلامِ بما نادى به السَّلَفُ
أنَّ الكرامةَ ثوبٌ تاجُهُ الشَّرَفُ
وفي الجيوبِ تَلُفُّ النَّفْسَ عِزَّتُها
كما اللآلي عليها يحرصُ الصَّدَفُ
لو جئتَ تمدحُ لا تمدحْ بمن لبسوا
بيضَ الثّيابِ، فَلَوْنُ الثّوبِ لا يَصِفُ
ما كلُّ ثَوْبٍ بدا للعينِ يَسلبها
بعضُ الثّيابِ بلُؤْمِ اللّبِّ تَلْتَحِفُ
عينُ التّجاربِ تبدي كلَّ خافيةٍ
وجَوهرُ المَرْءِ في الأفعالِ ينكشِفُ
لا تأمَنِ الضحكةَ الصّفراءَ إنَّ لها
قلبًا يعانقُها بالحقدِ يغترفُ
إذا مررتَ بها أهداكَ صاحبُها
سُمًّا ، وليسَ لها طِبٌّ وينصرفُ
ولا تُرافقْ رفيقًا ساءَ مَسْلَكُهُ
هل ينفعُ المرءَ بعدَ السَّقْطَةِ الأسفُ؟
صادِقْ صديقًا تَباهى في تواضُعِهِ
ليسَ الصّديقُ الذي أَغْرى بهِ الصَّلَفُ
أمّا العزيز الذي أبْدَتْهُ عزَّتُهُ
فاحْرصْ عليهِ إذا أَهْدَتْ بهِ الصُّدَفُ
مَنْ جاوَرَ العزِّ يَلْقَ العزَّ منزلةً
كما النّخيل، بتَمْرٍ يَرتقي السَّعَفُ
ما كلُّ زَهْرٍ بدا أعطاكَ رائحةً
فالنّحل نحوَ رحيقِ الزَّهْرِ ينعطفُ
طَعْمُ التّجاربِ أنْ تُكوى بقسوتِها
رغمَ المتاعبِ فيها العزُّ والشّرفُ
ما خَطَّ في صَفْحَةِ الأيامِ صاحبُها
إلّا وَحَدّثَ في منهاجهِ الخَلَفُ
أدهم النمريني.