Views: 5
(بمناسبة رفع العَلَمِ السُّوريِّ على مبنى الأمم المتَّحدة في نيويورك،
نظمتُ هذه الأبيات بعنوان: (رَفرِفْ بكلِّ فضاءٍ أيُّها العَلَمُ)
رَفرِفْ بكلِّ فضاءٍ أيُّها العَلَمُ
فمن بَهاكَ سَنا الأفلاكِ يَبتسمُ
في الشَّرقِ في الغربِ في الآفاقِ قاطبةً
وفي الرُّبوعِ فكمْ تاقتْ لكَ القِممُ
فأنت رمزُ لماضٍ كان مؤتلِقًا
على جبينِ العُلا دانتْ له الأممُ
وأنت رمزٌ لآتٍ زارعٍ أملًا
يعانق الشَّمسَ قد ضاءت به الهِمَمُ
وأنت خَفْقُ أمانٍ عايشتْ زمنًا
أرواحَ قومٍ على الأمجادِ قد فُطِموا
في كلِّ غرزةِ خيْطٍ في النَّسيجِ بَدا
ذِكْرٌ لملحمةٍ في الحسِّ يَرتَسِمُ
كمْ في ظِلالِكَ من أفياءَ واعدةٍ
يَحارُ في وصفها القِرطاسُ والقلمُ
وكمْ تباهَى شهيدٌ كنتَ تحفِزُهُ
على الجهادِ ونارُ الحربِ تضطرمُ
فجاد للهِ بالرُّوحِ الَّتي سكنتْ
فؤادَهُ وقضى باللهِ يعتصمُ
فأنت فينا نداءٌ صاهلٌ أبدًا
وليس توقِفهُ في سَيْره اللُّجُمُ
وأنت فينا نشيدٌ هاتفٌ غرِدٌ
وقد تواترَ فيه اللَّحنُ والنَّغَمُ
كأنَّ فيك وريدًا من معاويةٍ
ومن أُميَّةَ حين الفتحُ يقتحمُ
في كلِّ نفسٍ ولاءٌ ليس يَنقضُهُ
كأنَّه في حواني الأضْلُعِ القسَمُ
للعزِّ فيك حكاياتٌ مُدوَّنةٌ
ومن معانيكَ وحيٌ ناطقٌ وفمُ
ما كلُّ رايةِ قومٍ أورثتْ شرفًا
ولا افتخارًا وأنت الفخرُ والقِيَمُ
فدُمْ على هامةِ الأنجادِ مرتفعًا
ما دام فينا قلوبٌ تزدهي ودمُ
هذي هي الشَّامُ تخطو اليوْمَ خُطوتَها
من بعدِ ما انجابتِ الأرزاءُ والظُّلَمُ
هذي هي الشَّامُ قد عادتْ لدَيْدَنِها
تُصافحُ المجدَ خفَّاقًا بها العَلَمُ
محمد عصام علُّوش
28/شوَّال/1446هـ ـ 26/نيسان/2025م