Views: 36
يراع د. جودت إبراهيم يوثق ليراع شاعر الغزل اديب نعمة
<
& في جهده الدؤوب ، وبحثه الشغوف وتنقيبه الآثاري أدبيا يرتقي د. جودت إبراهيم بقيم بالثقافة والأدب وهو يوثق في موسوسه الشعر الفصيحالعابق بنضارة الوادي وأريج أزهارها الفواحة بنشوة القصيد و اليوم توقف عند قصيد الوجد لشاعر متفرد اديب نعمة
فهنيئا لهما والأجيال والقراء و لكل ذائقة مشتاق من المحبين والعشاق
& سعدالله بركات
((موسوعة الشعر العربي الفصيح في وادي النضارة
1. الشاعر الأستاذ أديب شحود نعمة (الوريدة- المشتاية)
_الولادة ١٩٤٨ م الوريدة / محافظة حمص ويقيم في بلدة المشتاية- وادي النضارة. درس الإعدادية والثانوية والصف الخاص في مدارس حمص، إجازة عامة في الآداب (الشعبة العامة) جامعة دمشق، إجازة في اللغة العربية جامعة دمشق، مدرّس لغة عربية.
‘_ النتاج الأدبي:
١ _ ديوان: عبق الزبّاء
٢ – ديوان: تموّجات عشق دافئ
٣- ديوان: ارتعاشات حبٍّ خجول
٤ -ديوان: اخيراً عرفتُ الحبّ
جميعها إصدار [دار التوحيدي] حمص 1999- 2005م بعد موافقة اتحاد الكتاب العرب،
شارك في المهرجانات والمناسبات القومية والوطنية والاجتماعية خاصة عندما كان رئيس النادي الشبيبي التربوي على مستوى المحافظة، والآن هناك كمٌّ غير قليل من القصائد وادواوين قيد الطبع.
مركبُ الشوق يعود
من بعدِ أنْ غادرتْ بحرَ الهوى سفني
ومركبُ الشوقِ لا يرسو بشطآني
والركضُ خلفَ الغواني لمْ يعدْ دأَبي
فالشيبُ اذبلَ أوراقي وأغصاني
فقلتُ: يا ربُّ ساعدْني وخذْ بيدي
ما لي سواكَ فانتَ المُشفِقُ الحاني
طيشُ الشبابِ تولّى دونما أسفٍ
والقربُ منكَ جميلَ الصبر أعطاني
فلا مهاةٌ لدى قلبي تُشاغلُهُ
ولا همومُ هوى تجتاحُ وجداني
وإذْ رايتُكِ فوقَ الموجِ قادمةً
أيقظتِ فيَّ صباباتي وأشجاني
وعندما لاحَ ما في الثغرِ منْ دُرَرٍ
حدائقي أزهرتْ واخضرَّ بستاني
فمنْ غناجِكِ عادَ الشوقُ يلفحُني
ودفءُ صوتِكِ بالإبحارِ أغراني
فقلتْ: سبحانَ مَنْ يُحيي العظامَ إذا
رمْتْ وسبحانَ مُحيي قلبيَ الفاني
***
عودةُ الحبيب
عادَ الحبيبُ وعادتَ قصّتي معَهُ
وما تقاضاهُ منّي الدهرُ أرجعَهُ
عادَ الحبيبُ فسرِّ الهمَّ يا دنِفاً
أخفى عنِ الناسِ والدنيا مواجعَه
يُوحي إليهمْ بأنَّ الداءَ منْ وصبٍ
في حين يكوي لهيبُ الشوقِ أضلعَهُ
كمْ ليلةٍ أضرمتْ نارَ الحنينِ وكمْ
أقضَّ صدُّ حبيبِ القلبِ مضجعَهُ
وحينَ أضواهُ ليلُ البعدِ وانغلقتْ (١)
عليهِ دنيا الهوى أجرى مدامعَهُ
عادَ الحبيبُ، وكمْ منْ عودةٍ حملتْ
إلى المُولَّهِ كنزاً كانَ ضيَّعَهُ
وايُّ كنزٍ يُساوي بسمةً رُسِمتْ
على فمٍ …. لو رآهُ الزهرُ روّعَهُ
وايُّ كنزٍ.. يساوي فرحةً ملأتْ
دنيا مُحبٍّ أباحَ العشقُ مصرعَهُ
عادَ الحبيبُ فغنّتْ كلُّ صادحةٍ
يا لَلرجوعِ الذي ما كانَ أروعَهُ
منْ فرحتي لطلوعٍ منكَ يا قمراً
عندَ التمنُّعِ كمْ راقبتُ مطلعَهُ
ما عدتُ أعرفُ هلْ دنيايَ زاهيةٌ
أمْ أنّني قدْ ملكتُ الكونَ أجمعَهُ
فيا حبيباً.. على أهدابِهِ قدري
ويا حبيباً تقاسمتُ الهوى معَهُ
تعالَ نكتبْ على أسفارِنا علناً
ما اروعَ الحبَّ ما أسمى دوافعَهُ
تعالَ نتْلُ على أسماعِ مَن عتبوا
مَنْ يعرفِ الشوقَ لمْ يجهلْ نوازعَهُ
فلا يضيعُ هوىً بينَ القلوبِ إذا
كانَ الإلهُ، إلهُ الناسِ صانعَهُ
***
الموقفُ الثاني
حزمتُ أمري ولمْ أحفلْ بمَن نصحوا
ورحتُ أبحثُ عمّنْ ليسَ تنساني
وعندما الهاتفُ المشتاقُ أوصلَني
بها وطالَ رخيمُ الصوتِ آذاني
سألتُها ورياحُ الشوقِ تعصفُ بي
متى اللقاءُ، فليلُ البعدِ أضناني
قالتْ ودونَ اعتراضٍ منْ سيادتِها
غداً سألقاكَ عندَ الموقفِ الثاني
وحينَ جاءَ غدٌ إذْ حانَ موعدُنا
هبّتْ أعاصيرُ ما كانتْ بحسبانِ
فهرولَ الناسُ نحوَ الدورِ منْ هلعٍ
لمّا همي برَدٌ ينبي بطوفانِ
أمّأ انا – دونَ خلقِ اللهِ كلِّهمُ –
ليسَ الرجوعُ إلى داري بإمكاني
ذهبتُ والمطرُ المجنونُ يصفعُني
ولو تمكّنْ منّي كانَ ارداني
والقرُّ فوقَ احتمالي راحَ يدفعُني
إلى الرحيلِ ولفحُ الشوقِ ابقاني
عددتُ كلَّ المظلّاتِ التي هربتْ
فتّشتُ عنها بعينيْ كلِّ إنسانِ
وحينَ ادركتُ أنَّ العينَ لمْ ترها
أحسستُ أنَّ مُدى تغتالُ وجداني
لا القرُّ لا المظرُ المجنونُ أضعفني
ولا الأعاصيرُ بلْ خوفي وحرم
وعدتُ للبيتِ لكنْ رغمَ ما فعلتْ
عواصفُ الشكِّ لمْ يهتزَّ إيماني
ورحتُ أسألُ عنها هاتفي فإذا
مرُّ الإجابة منها …. هدَّ أركاني
كلٌّ على موقفٍ .. يجترُّ خيبتَهُ
آهاً بآهٍ …….وأشجاناً بأشجانِ
حبيبتي للورى أوطانُهمْ، وأنا
في مقلتيكِ أرى عمري وأوطاني
هلْ تعلمينَ، وانتِ الحبُّ ديدنُها
كمْ مرّةٍ مستجدُّ الشوقِ أبكاني
فإنْ ذكرتِ مكاناً سوفَ يجمعُ
ارجوكِ لا تذكري لي الموقفَ الثاني
***
ظبيُ الكنيسة
يا ربُّ عفوَكَ إنْ سالتُكَ حائراُ
والمرءُ منْ نوعِ السؤالِ يُقاسُ
هلْ قلتَ في الإنجيلِ أو في غيرِهِ
إنَّ الكنائسَ للظباء ….. كناسُ
بالأمسِ قدْ أمَّ الكنيسةَ شادنُ
وعليهِ منْ ألقِ الجمالِ.. لباسُ
فتنَ الجميعَ بحسنِ طلعتِهِ التي
كادتْ لها …تتقطّعُ الأنفاسُ
فالواقفونَ تسمّروا بمكانِهمْ
مما رأَوا، وتنبّهَ الجلّاسُ
واختالَ بينَ الحاضرينَ هنيهةً
وجميعُ مَنْ حضرَ الصلاةَ أناسُ
فارتاعَ أكثرُهمْ تقىً، وتعبُّداً
والآخرونَ.. أصابَهمْ وسواسُ
حتّى رئيسُ الديرِ وهْوَ مُقدِّرٌ
كيفَ النفوسُ المُؤمناتُ تساسُ
أمسى امامَ الناسِ مرتبكاً ولم
ينفعْهُ في دفعِ الذهولِ مراسُ
…. وإذا أحسَّ بأنَّ أمرَ وجودِهِ
خطرٌ على اهلِ التقى ومساسُ
برحَ الكنيسةَ عندها ومضى إلى
باحاتِها، فأتى إليهِ الناسُ
فتجمهروا حولَ المكانِ مكانِهِ
وبدأ عليهمْ لهفةٌ، وحماسُ
وتحلّقوا منْ حولِهِ بتماسكٍ
حتى حسبتُ بأنّهمْ حرّاسُ
فكأنّما حضرَ الجميعُ لأجلِهِ
وكأنّما …. منْ أجلِهِ القدّاسُ
***
لقاءٌ مؤجّل
كلّما ذكراكِ مرّتْ
في حقولِ الذاكرهْ
يضحكُ الوردُ ويزهو
في أراضي الناصرهْ
غضّةُ الأعطافِ عُلِّقتُ بها
غرّدَ الطيرُ وغنّى
أعذبَ اللحنِ لها
إنّها تخشى منَ الإتيانِ صبحاً
خشيةَ الأضواءِ تفشي سرّها
ليتها قدْ ادركتْ ما ضرّ لو _
– جاءتْ بليلٍ زائرَهْ
إنْ قضى الدهرُ بعاداً
بيننا
واللقا ما عادَ أمراً
مُمكنا
فإذا حمصُ أبتْ أنْ نلتقي
ربّما يوماً نلاقي بعضَنا
في القاهرَهْ
وإذا لمْ يرأفِ اللهُ بنا –
– فلْننتظرْ
يومَ التلاقي في رحابِ
الآخرَهْ
*****
أطيب التحيات إلى الشاعر الأستاذ أديب نعمة آملين له طول العمر واستمرار العطاء.
#جودت_إبراهيم_وادي_النضارة_حمص_سورية #jawdat_ibrahim_dr