Views: 47
أيمن الحرفي : ثنائية فنّ الكتابةوالخطّ
في مهنة المتاعب & حاوره سعدالله بركات
# تلفتني الفنون بأنواعها الإبداعية ولاسيما الخطّ ، لكن من أسف لا نصيب لي فيها ، رحل ابي وهو يوصيني أن أتقن كل يوم حرفا ( هم 28 )، حاولت مرارا ، واتبعت دورى 3 شهور على أيدي الخطاط الدمشقي المعروف – ميدع ،لكن…. عوّضت عن ذلك بكتابة الإنكليزية موصولة .
كان خطّ أبي مثل كثيرين ، واضحا وجميلا ، وأغلبهم لم يصل للصف الخامس، ونحن ولجنا الجامعات ، واشتغلنا في الصحافة والتعليم سنوات ، لم نكترث بجمالية الخط حتى عوّض علينا الكومبيوتر ، فأتحفنا بها جميعا،وننتظر ما هو آت .
أن يكون فن الخطّ هواية إبداعية وفي العصر الرقمي ،فذلك يلفتك بحق
أما أن يجتمع هذا الفن مع فن الكتابة ، الصحفية والثقافية على نحو خاص ، فهنا الفرادة ، على نحو وقفتنا اليوم مع قامة صحفية مخضرمة لها من اسمها نصيب : أيمن الحرفيّ
-أهلا بك زميل مهنة عريق ومعك نرحب بالقراء والمتابعين الأعزاء.
ايمن : و التحية موصولة لك زميلنا العزيز سعدالله بركات الكاتب والصحفي و المؤرخ و المحب و المخلص لمدينته حمص و ل صدد بالذات كما للشام وقاسيونها وياسمينها.
س1-ايمن الحرفي من أنت ؟
ايمن : انا دمشقي وجذوري قائمة من ولادتي في شهر أيار عام ١٩٦٦ في بيت دمشقي في حي الشاغور الذي يبعد عن بيت الشاعر الكبير نزار قباني حوالي ٢٠٠ م بمأذنة الشحم ، و بيتنا كما البيوت الدمشقية العريقة التي تتوحد ببنائها بالحديقة المحاطة باشجار الياسمين و تتوسطها بحيرة ماء،و نافورة و يملأ هذه البيوت الكثير من الدفء و الحب و الأسرار.
س2-من دراسة الاقتصاد إلى الصحافة ما القصة ؟
ايمن : لم تكن دراستي للاقتصاد و العلوم المصرفية حائلا امام شغفي و حبي للصحافة .. و بعد تخرجي عينت بجريدة الثورة في القسم المالي و بدأت اكتب المقالات التي أعجبت رئيس التحرير وقتها و أثنى عليها الاستاذ عميد خولي فانتقلت إلى القسم الثقافي عام ١٩٩٠ و بدأت بمتابعة النشاطات الثقافية و الندوات و الإصدارات و الكتب ووتعرفت إلى كبار الأدباء و الشعراء و الكتاب .
في نفس الوقت كلفت بإعداد صفحة منوعات بقيت اعدها لمدة خمسة عشر عاما .
و في كلا العملين الثقافة و المنوعات كنت أمارس هوايتي في الخط كتابة و تدريسا .
س3-ما الذي قادك لمهنة المتاعب ؟
ايمن : في كل مراحل دراستي ، كنت بارعا و مميزا في اللغة العربية و التعبير الأدبي، و كنت اتوق إلى الكتابة بالصحف و اجراء الحوارات ، لم يغف هذا الحلم ولم يرحل حتى باشرت وظيفتي. ومن حسن حظي في القسم المالي بالجريدة ، فباشرت هوايتي بتشجيع من رئيس التحرير كما اسلفت و إنتقلت للبدء بمرحلة جديدة من حياتي في رحلة المتاعب .
س4-كيف وجدت ريشتك نفسها في فنّ الخط وإبداعاته ؟
ايمن: لا ادعي بالخط مكانة كبيرة كالتي وصل إليها اساتذتي في الخط الكبير محمد القاضي الصحفي و الخطاط المفن ، و لا كأحمد المفتي الخطاط و الباحث ، و لا كالمرحوم عبد العزيز حبيب متاثرا أيضا بالخطاط السوري عثمان طه الذي كتب القرأن الكريم بخط يده ووزع على العالم ، مع انه لم اتدرب على يد احد منهم ، و ما زلت اعتبر نفسا طالبا في هذا العلم و مع أنني ادرس هذه المادة منذ ٢٠ عاما ، ريشتي في هذا الفن ما زالت تبحث عن الأجمل و الأفضل و من ظن نفسه وصل إلى كل مفاتيح الخط فهو مازال جاهلا.
س 5- ماذا يعني لك عالم الخط وفنونه ؟
ايمن : الخط هو محيط حياتي و محور انفاسي و خليل روحي و ملاذ شكواي .
من يصادق الحروف يعلو و يسمو فكيف من يتقن جماليتها و يبحر في اغوارها. .
فالخط الجميل يزيد الحق وضوحا و يصنع من الكاتب شخصا آخر .. و روحا أخرى.
الغوص في ثنايا الحروف و امتدادها يجعلك تحلق في مكامن الجمال و سحر الكلمات بحلتها الأجمل.. فالخط باختصار هوالبحث عن الجمال في زمن القبح و المنغصات
ضمن مسيرة حياتي بالصحافة ، لطالما كان الأقرب لي هو الخط العربي ، كنت اهرب من منغصات الحياة إلى هوايتي الاحب إلى قلبي و لان تخصصت بالصحافة و الثقافة ماضيا كمحاور لاهم الشخصيات الأدبية ك ممدوح عدوان و علي فرزات و عبد المعين الملوحي و شقيقه الأديب عدنان الملوحي حسين حمزة و نزار شرابي حسين راجي الذي قرأ مخطوطتي للمجموعة القصصية التي عنونتها ب *الكنز* قدم لي مشكورا كما قلت الأديب و الكاتب حسين راجي و بين الصحافة و مسيرتي في الحياة
كنت دائما اتوق و اقفل راجعا إلى الخط هوسي و عشقي
س6-هل أخذتك الصحافة أي فن الكتابة من فن الخط ؟
ايمن : الازدواجية في حبي لفن الخط و اقترانه بالصحافة هو كمن لديه اولاد لا يستطيع التفريق بينهم في المحبة او الانشغال او الاهتمام .
٧- في مسيرتك المهنية الحافلة ،أيهما خدم الثاني الصحفي أم الخطاط ؟
ايمن : كلاهما خدم الآخر، فعندما كنت اقدم مقالتي للصحيفة كان يتسابق إليها المصححون في قسم التدقيق اللغوي ، فيجدون فيها الاستراحة لهم من كم المقالات التي تاتيهم فلا يحتاجون للاتصال بي للاستفسار عن القصد من هذه الكلمة و لا يحتاجون إلى خبرتهم اللغوية في التصحيح ، فالمقالة كتبت بخط جميل و لغة سليمة ، و عند الانتهاء منها يقولون لي : تم قراءة لوحتك الفنية و ارسلت للنشر .
٨-ما خلاصة تجربتك المديدة في الصحافة الثقافية ؟
ايمن : عند الدخول الى اغوار الثقافة بما فيها من نثر و شعر واصدارات ومحاكاة للواقع الثقافي مع الادباء و الكتاب و الشعراء تشعر انك بواحة او جنة من الافكار و المفردات و العبارات، فتجنح معهم و بفكرهم سارحا بخيالك مع شعرهم و نثرهم، تتلاقى الارواح و الافكار و قد تتحد لتجد نفسك في شخصية و تفكير احدهم لتعود مجددا الى شخصك و ذاتك و قد ازددت غنى و ثقافة شعرا كان ام نثرا ام فكرا
٩-أجريت حوارات عديدة أي منها مازال في الذاكرة ، وقد تقاعدت منذ سنوات ؟
ايمن : لا أنسى حواري مع المبدع عبد المعين الملوحي الذي اثرى المكتبةالثقافية بعشرات الكتب و المؤلفات و المخطوطات التي ترجمت إلى اغلب لغات العالم، وكان حواري معه قبل شهر من رحيله.
و حواري أيضا مع الصحفي و الأديب و الشاعر محمد غازي عرابي الذي زادت مؤلفاته على الثمانين بين الشعر و الرواية و التفسير و النقد و التوثيق
ام عن تقاعدي ، فقد قدمت استقالتي قبل موعد تقاعدي ب ثلاث سنوات .
١٠- ما أهم عناصر الحوار الثقافي ؟وأدواته ؟
ايمن : حتى الحوار الصحفي الثقافي يمكن أن يتحول إلى قطعة أدبية حينما يمتلك الصحفي ادواته متمكنا منها جديرا بقيادة الحوار الذي يوصل إلى مكنونات الضيف، بالمحاور الجيد هو من يخرج من ضيفه شيئا لم يسبق ان قاله من قبل فيكشف عن أمور لم تسرد سابقا و عندما يصل المحاور والضيف إلى نوع من الصداقة عندها حتما سيكون النجاح و التألق ثمرة هذا الحوار.
و لا يمكن الوصول إلى ذلك الا اذا تمتع المحاور بالثقة و تدم التصنع مزودا بأفكار و مواضيع و ثقافة كبيرة، مستمعا للطرف الآخر باهتمام وروية مستخدما التواصل البصري ولغة الجسد و التغيير و التنويع بنبرة الصوت مبتعدا عن الرتابة و إعطاء النصائح. واضحا في كلامه بعيدا عن الطلاسم و الافكار المعقدة و غير الواضحة.
١١-ماهي أو أين تكمن نقطة قوة الحوار الثقافي او ضعفه ??
ايمن : قوة الحوار الثقافي تكون تكون عندما يمتلك المحاور نفسا ثقافيا و ذاكرة متنوعة و لديه معلومات عن الضيف و تاريخه و قارئا له و محضرا لهذا الحوار، فيستخرج من الضيف اضافة جديدة لم يبح بها من قبل، و ضعف الحوار الثقافي يكون بافتقار المحاور إلى كل تلك المقومات.
١٢-ما رسالتك المقتضبة للناشئة ؟
ايمن : لا شيء مستحيل في هذه الحياة، فاديسون اكبر علماء الكرة الأرضية رفضته المدرسة مع رسالة من الإدارة إلى والدته:(ان طفلك لا يصلح لشيء)، ولكن امه العظيمة بحسن تربيتها و حكمتها قالت له: إن المدرسة تقول ان مستواك اكبر و أعلى شأنا من مقدرات هذه المدرسة، فارتفعت معنوياته و زادت قدراته حتى أصبح اكبر العلماء. ولكن الطموح يتعزز بالقراءة أما إذا اهتموا بالخط وان في عصر الكتابة الإلكترونية فيمتلكون مفاتيح النجاح.
& شكرا زميل ايمن على هذا الحوار الماتع قيما وفكراً لمبدع مخضرم
أيمن : الشكر لك زميل سعد ولموقع ليلك برس ومجلة زهرة الليلة وأدارتها الفواحة بعبق رقي الأدب والثقافة أيمن : الشكر لك زميل سعد ولموقع ليلك برس ومجلة زهرة الليلة وأدارتها الفواحة بعبق رقي الأدب والثقافة