Views: 560
حكاية اغتراب بقيم الوطن :فيّاض مقصود
لعائلة كادحة نالت وسام الأسرة لإنجابها 12 من بنين وبنات وربّتهم على حسن خلق وكفاح حياة ، بعضهم واصل تعليمه الجامعي بل ما بعده ،لعائلة مثل جلّّ عائلات -صدد- الحمصية العصامية في مواجهة قحط مناخيّ موجع ، ولد وترعرع فياض إبراهيم مقصود ،- والدته مريم اليان المخراط – لم يكن يفكر باغتراب ، جرّب العمل في الإمارات ٤سنوات ، وعاد إلى بلدته ليباشر مشروعه الخاص في تربية الدواجن على مدى نحو ٢٠ عاما ، حتى إذا جاء دور زوجته بلم الشمل قرّرا خوض المغامرة مع أولادهما الثلا ثة.
عبروا المحيط إلى لوس أنجلس ٢٠٠٣ أملا بتحسين حال ، كانوا يعرفون أن دربهم لم يكن مفروشا بالورود ،وأنّه ثمّة صعابا ، دون الاستقرار والنجاح في المجتمع الجديد ، لكنه الإصرار وإن كان سلاحهم الوحيد ، لكن مرفوقا بدعاء الوالدة وصلواتها .
يقول فياض (( صعوباتنا أقلّ من غيرنا ، جئنا بإقامة دائمة وما معها من مزايا ، إذن عمل وضمان صحيّ ، أخو زوجتي استضافنا ٦ أشهر ، وتيسّر العمل بهمة غيورين ، فباشرناه أنا وزجتي و اثنان من أولادي على الفور ، بقيت مشكلة اللغة ، التحقنا مع العمل بمدرسة ، ومع الاحتكاك بالناس في العمل تجاوزنا هذا التحدي ))
وبعد ٣ سنوات بهذه الهمّة للارتكاز على أرض صلبة ،يضيف فيّاض : (( باشرنا الخطوة الأولى بشراكة عمل ،حتى إذا اشتدّ عودنا ، ولجنا العمل من بابه العريض ، ونهضنا بما يوجب التوسع والتطوير ، خاصة وأنّ الأبناء تفرّغوا للعمل بعدما أنهوا ال {High school } وما توفيقنا إلا باللّه وقد هدانا لنعمة ان يطال خيره بلدتنا الغالية وللبداية حكاية من دعاء ))
# تقول الحكاية كما يرويها فياض ، أن والدته حين ودعته تمنّت عليه وعدا مرفوقا بالدعاء والدموع (( إذا اللّه وفقك في غربتك ، تبني مقاما للقديسة تقلا )) …ويضيف (( ظلّت الأمنية في بالي حتى قدّرني الله و نفذتها لكن ببناء كنيسة – مار تقلا- بمنطقة العين تتسع ل١٥٠ شخصا ، و ما أفرحني أنها شهدت وسعدت بتدشينها عام ٢٠١٦ قبل أن تنتقل لرحمته تعالى .
، في حين باشرت من سنوات دعم مجتمع الأهل بتبرعات لعائلات ولمدارس البلدة وروضة الأطفال ، فضلا عن دعم نشاطات طفلية في الأعياد عن روح المرحومة حفيدتي – زايا- ))
وإلى جانب الكنيسة ، تبرّع بعد ذلك ببناء صالون وفرندا مسقوفة معه يتسعان ل ٣٠٠ شخص ما شجع الأهالي على التنزّه الجماعي و الاحتفال بمناسباتهم الخاصة والأعياد مجانا ، خاصة وأن منطقة العين شجّرت و جمّلت من قبل لجنة التنمية في صدد – وقد بادر السيد هايل طراد بالتبرّع ببناء وتجهيز مطبخ وملحقاته –
وعمّا ينويه لإبهاج الأطفال ، قال فياض:(( كانت ثمة فكرة لتجميل نبع العين بنافورة وإضاءة ولعلّنا نستطيع ، لكني اشتغلت على إنشاء حديقة للأ طفال أمام الصالون ليتشارك الأهل والأبناء البهجة ، وكلّفت من وضع لها المخططات والتصاميم اللازمة و أنجزها الصيف الماضي -صور مرفقة – وهي بمساحة ٨٠ مترامربعا ، ولكنّ ثمة ما حال دون التنفيذ ، ومازلت أفكّر بإنجازها ، خاصة وأن لجنة وقفية بادرت برسالة من رئيسها أسعد شالوحة، ووضعت الأرض المجاورة لكنيسة الخضر بتصرّف المشروع ))، وهي منطقة أقرب وأيسر للأطفال وذويهم .
*المحرر