Views: 2
تقول العَرب في أمثالها: ” إنَّ الشَّفِيقَ بِسُوءِ ظَنٍّ مُولَعُ “…
[ الشَّفِيق : النّاصِحُ الحَريص علىٰ صلاح المنصوح . والظَّنُّ: شَكٌّ ويًقين، إلَّا أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ، إنما هو يقينُ تَدَبُّرٍ. والمُولع بالشَّيء: المُغرىٰ بهِ] .
– يُضرب المثل للمَعْنِيِّ بشأن صاحبه، لأنَّه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث، كنحو ظُنُون الوالدات بالأولاد.
ومعناه إن كان من تشفق عليه فأنت تتخوف عليه الأحداث، حتى إنَّ كل شيء ذُكر أو سُمع أو رُئي تخشىٰ أن يكون قد وقع به، كما قال “دُريد بن الصّمة”:
تنادوا فقالوا أَردَتِ الخيلُ فارساً
فـقـلتُ أَعـبـدُ الـلّٰـهِ ذٰلـكم الـرَّدي
وعبد الله هو أخو دريد بن الصمة فكان دريد لمّا سمع قول الفَوارس قد صُرع فارس ظنَّه أخاه عبدالله لمّا علم من إقدامه وجرأته فشفق عليه.
▪︎ ومما يشبه هذا ما وقع “لإياس بن معاوية”: حيث نظر إلىٰ نسوة ثلاث، وقد فَزعن مِن شيء، فقال: هذه بِكر، وهذه ظِئْر – أي مُرضعة لغير ولدها عاطفة عليه- وهذه حُبلىٰ. فسُئلن عن ذلك فوُجد الأمر كما قال. فقيل له: بِمَ عرفت ذلك؟ قال: إنّهن لمّا فزعن وضَعت كلُّ واحدة يدها علىٰ أهم المَواضع عندها، فوضعت البِكر علىٰ فَرجها، والظِّئر علىٰ ثديها، والحُبلىٰ علىٰ بَطنها…
فجعلت كل واحدة تظن الشر نازلاً بالمحل الذي لها مزيد إشفاق عليه.
—-
* المراجع:
– كتاب: “زهر الأكم في الأمثال والحكم”
– مجمع الأمثال.
– معجم لسان العرب.
بتصرف.
—
ج.ج