Views: 2
ألم تنتهِ الحرب؟
كيف بإمكاننا أن نعاقرَ هذي الحياةَ
ولم تضعِ الحربُ أوزارها بعدُ
صوتُ المدافعِ
وهي تدكُّ الخيامَ الحزينةَ
أشلاءُ طفلٍ مبعثرةٌ في الطريق
ورائحةُ الموت ملءَ الفضاء
ووحدي هنا عاجزٌ
كالسلاحفِ حين يداهمها
في الطريق القطارْ
حزينٌ أنا كالفراشات
حين تحدّق بالنار
كالصِّبية الخارجين من الموت
تحت أزيز القنابل
كالفتية العائدين من القصف
كالأمنيات التي أجهضتها شهورُ
الحصارْ
حزينٌ كفرخِ يمامٍ أفاق
على صوت بارودةٍ أسقطتْ أمّه
قبل أن يستطيع الخروج من العشّ
أو يدفع الموتَ عنها قليلاً
لتنجوَ من قبضة الباحثين
عن المتعة المازوخيّة
بالقتل والصيد
دون اعتبارْ
ألم تنتهِ الحربُ؟
يصعدُ من سدرة المنتهى وجهُ طفلٍ
يلوّح في فرحٍ
للصغارْ
تنادي فتاةٌ أخاها
وتسأله عن ذراعيه
كيف سيمسح دونهما دمعه
عندما يتذكر بنطالها
المتشرِّبَ بالدمِّ
كيف سيبدأ من بعدُ أيامَه
حينما يستفيق النهارْ
وكيف وكيف
وما زالت الحرب تفتك بالأبرياء
وتهتك رغبتهم بالبقاءِ
كأنّ الحياة عليهم حرامٌ
فليسوا كباقي الذين يليق بهم أن يظلوا
على هامش العيش
أحياءَ
كالقبَّرات الصغيراتِ
وهْي تفتش عن شجرٍ دافئ تستظلّ به
كالعصافير تملك حقّ التنقل دون حدودٍ
ودون قيودٍ
كأغنية الصيف يحملها في الأثير المساء
لتطرقَ قلبًا حريًّا بأن يستريح قليلاً
من العيش في زحمة
الانتظارْ
ألم تنته الحربْ؟
سؤال بريءٌ
برسم إجابةِ
من يصنعون من الحرب أحجيةً
فوق ما يدرك البسطاء من الناس مثلي
وليسوا سوى دميةٍ من قماشٍ
وما كان يوما لهم
من قرارْ
حسن جلنبو
أبوظبي 11 / 5 / 2025.