Views: 7
-حكاية شهرزادية
#الحقيفة_المتوارية_خلف_الظل
_ (مشاعر)=====
سحابة مغبشة تخيم على رأسها، عواصف تتقاذف في أعماقها، فتشعرها بالبرد…
لا محالة، سيُرعد قلبها وشيكا، وتُبرق عيناها دمعا…
كانت ، ساهمة، غير مصدقة، أنه سيسافر…
إنّها مستاءة من الوضع، تتساءل مع نفسها: ( ماتعودت منه أن يغيب لأكثر من يومين….)
قشعريرة تدب في أوصالها… عادت تتأمله من جديد، وفجأة وجدت نفسها تقف إلى جانبه من دون وعي منها، تساعده في توضيب حقائبه…
بعد دقائق معدودة، انهمرت بالبكاء كطفلة صغيرة، ستودع والدها…
استغربت !!
هربت من الموقف، وهي تضع يدها على فمها، خيّم الصمت إلا من حشرجات أنينها.
_ عتاب=====
انزوت بعيدا عنه، وهي تكفكف دمعها الغزير كالسيل، وأطرقت تحاور نفسها : ( أليس هذا من كرهتِ العيش في كنفه، وحلمتِ أن يختفي عنك، ويتلاشى، ويعم السكون حياتك ؟!
ألم تقولي لمرات عديدة : ( كم سأبدو سعيدة إذا ما افترقنا يوما، سأهتم حينها بنفسي وأدلِّلها، سأحتفي بحريتي التي سُلبت مني، سينتهي زمن الرِّق والعبودية، سأستقبل البشائر، وتزورني الأفراح تترى.. سأستيقظ متى ما شئت، وأفعل ماشئت، وقت ماشئت، ولا ضوابط ستُلزمني بالتقيُّد بعقارب الساعة ؛ سأعيش من دون قيود، وسلاسل من حديد، تلك التي تحتم عليٍّ الانضباط في العمل، وكأنّني في ثكنة عسكرية!!
ألم تصرخي وتتمردي، وبتِّ تكرهين تلك العقود والمواثيق التي أُبرمتْ بينكما، وودِدْتِ لو بقيتِ عزباء؟!)
ألم تقنعي نفسك وبناتك، ومعظم صديقاتك، أنّ الارتباط مجرد معركة هوجاء بين الحرية والعبودية، بين الاستقلالية والاستعمار، وأنّه عبارة عن طقوس رتيبة، تتكرّر ولا تتجدّد، ووجب معها الصبر والإبداع والمهارات، ويكأنّك ستجتازين في كل يوم، مباريات عالمية في فنون الطبخ، والتّربية، والتنظيف والتّنسيق، وما إلى ذلك من الأمور الرّتيبة.!
-شكوى
====
تأوّهت … : (بلى إنّه هو!!) ..
بيد أنّي أهملت نفسي، وضجرتُ!
أريد أن أستقيل من مهامي، أليس ذلك من حقي ؟!
ثلاثون عاما من الارتباط والانضباط، ولم أقدم لنفسي شيئا، لقد خذلتها باسم الحب والصّبر والتّضحية، إلا أنّ لي روحا حُرّة تأبى أن ترضى بالتّخلي، واللّامسؤولية، بل تسعى جاهدة لمحاربة نفسي الأمارة بالسوء، وتحثها على إسعاد الآخرين، وإيثارهم عليها..
فصبرتُ صبرا فوق صبري، والتزمت بعهودي، ودعستُ على أحلامي وتقدّمت غير مبالية، وصوت الحرية يناديني وأنا صمّاء، بكماء، أجاهد نفسي في تحقيق أحلام الآخرين.
_صحوة
======
شهقتْ من البكاء ، وتوجّهت نحوه، عانقته بحرارة وهي تودعه، كانت ترتعش، ليس من البرد، بل من غربتها في بعده ، فقد أيقنت حينها، أنّها تتنفسه كالهواء الذي يحييها، ويبث فيها الحياة، وأنّه بات متأصلا بجذورها، وغيابه سيزعزع كيانها، قد تصبح عرجاء، من دونه، فهو بمنزلة السند الذي يُرمِّم إعوجاجها، والشجرة التي تستظل تحت فيئِها، والحبل المتين الذي تتمسك به إن تاهت خطواتها، والذراع التي تتأبطه وهي تتجاوز حواجز الحياة، واليد التي تحميها، حينما تخذلها الأيام، وتهاجمها الأسقام، والأنواء…
_ الحقيقة الغابرة
======
أقفلت بابها وهي تستودعه الله، وغالبتها دموعها من جديد وهي تُردِّد بصوت محشرج : (ياه كم كنت مغفّلة)
المكان بات مظلمٌا بعد مغادرته، وكأنّ الأماكن تُشاطرها انطفاء روحها، والأجواء هادئة من دون صوته، وضجيجه…
إنه سر سعادتها وإن أنكرت ذلك غرورا منها، إنّه يحمل عبئها وأعباء الحياة، ويملأ حياتها، حيوية وطاقة، وعزيمة.! وهو البلسم لروحها
والترياق الشّافي لكل جراحها…
من أوهمها أنّ في بعده سعادتها؟! هيهات…هيهات.
#عاشقة_الحرف_والبنفسج
(عائشة)