Views: 4
نرجسية
يبهرني أحد الشعراء بنرجسيته الفاقعة التي تشبه اللون (الفسفوري) الذي يلبسه عمال النظافة، ولو أن هذا الشاعر عمل على نفسه قليلاً لقال لكم:
أنا شاعر العرش الإلهي.
تبهرني أيضاً تلك السيدة التي لا ترى إلا نفسها فيما قد تعمل، فهي تحسن اختيار الشخصيات وتقول في سرها:
لو كان محمود درويش على قيد الحياة لطلب مني أن أقدمه.
تأسرني حياة من يعيشون النرجسية لأنني لا امل من مراقبتهم دون معاتبتهم، هؤلاء يظنون بأنهم أسياد الأرض، ولو تعمقت في شخصياتهم للمست السطحية التي تختزلهم وكيف أنهم حالات مرضية لم تشف من كراهيتها لكل من هم في عالمنا.
النرجسية تشعر فيها كحالة مرضية خاصة بين النساء وتحديداً (السّلفات) زوجات الأخوة، فهن من يتقمصن أدوار البطولة في إدارة شؤون العائلة، وعلى هذا المثال نستطيع أن نقول ان الرجال في النرجسية ينقلبوا إلى نساء.
في هذا المحيط المقيت أصبحنا نفضل العزلة وعدم الاختلاط بالبشر بسبب الأمراض النفسية المستحدثة، لأن أصحاب هذه الأمراض لا تميزهم من الندوبات الظاهرة ولكنهم يتركون في إنفسنا جراحات غائرة.
المحبة حليفة نفسها فهي لا تحتاج للتصنع أو التكلف أو التكيف، المحبة هي لقاء السحاب على إختلاف شحناته، هي ما قاله حبيب ل حبيبته في السر وما قاله الله لمن هم بجوار العرش :
_ إني أحب فلان فأحبوه