Views: 5
مِشكاة ومِصباح
يا خمرةَ الأجفانِ لمَّا شِمْتُها
وشمَمْتُها في خاطرِ الأدواحِ
فتألّقتْ في الرُّوحِ أحلامُ الهوى
كتألُّقِ الآلاء في الإصباحِ
وسَنُ الجمالِ بجفنِها مُترقرِقٌ
كسوانِحِ الأطيافِ للمُلتاحِ
وتأرّجَ الرَّيحانُ مِنْ أردانِها
والرّندُ ناجى صحوةَ التُّفّاحِ
وبدا بآفاقِ الرَّبيعِ ضياؤها
فتماهَتِ المِشكاةُ بالمِصباحِ
وتألّقَتْ آصالُ شطآنِ السَّنا
سَكرى بخمرةِ دنِّها السّحساحِ
حتّى دنَتْ ساعُ المَغيبِ , وهوّمَتْ
روحي بساحرِ ثغرِها الوضّاحِ
وسَمعْتُ للغدرانِ نَجوى عابدٍ
نهلَ الهوى مِنْ غيدقِ الأقداحِ
وكما مضى شوقُ البُراقِ إلى السَّنا
يمّمْتُ وجهي للسَّنا الّلماحِ
ولمحْتُ طيفاً مِنْ حُسَينِ محبّتي
فسرَتْ بروحي للمدى الفيّاحِ
وصفَتْ ليَ المرآةُ حينَ جلوْتُها
أفُقُ الجلالِ كوجهِهِ الوضّاحِ
وشممْتُ عِطراً مِنْ دماءِ شهيدِنا
لتشيمَ روحي جوهرَ الألواحِ
حتّى انتشيْتُ بخمرةٍ مَنْ ذاقَها
تسمو بهِ بعبيرِها النّفَّاحِ
من ديواني القصب الجريح