Views: 3
☆《متَى يشْتَهِينا الوَطن؟》☆
☆《1》☆
متَی یَشْتَهیني الصّباحْ؟☆
یُداعِبُ جَفْني بِفَجْرِ الضّیاءِ ..
وأنْفي بِعطرِ الأقاحْ؟☆
یُراوِدني عَن هُجُودِي..
ویَطبَعُ قبْلةَ عشْتارَ فوْق خُدودي
فأصحُو معَ الدِّیکِ حینَ یّشنِّفُ سَمْعي بِلَحن الصِّیاحْ☆
وأفْرِد رِیشِي..أحلِّقُ في الأفْقِ جَذْلَی بِخفْقِ الجَناحْ☆
وأعلِنُ للکونِ أنَّ علَی هذهِ الأرضِ مایِسْتحِقُّ الحیاةَ
بِرغْم اللَّظی والجِراحْ☆
بِرغم القذاٸفِ تَصطَادُنا
مِن شُقوقِ الدِّیارِ
ومنْ ثُلْمةِ البابِ.. مِنْ قدَحِ الشّايِ..
منْ تِینِنا..
وزَیْتُونِنا..
منْ أشعّةِ شمْسِ الضُّحَی في اکْتمالِ الصّباحْ☆
برغمِ عُیون نُجوم اللّیالي
وخدِّ الأصیلِ وقد ضرَّجَتْها دماءُ الطفولةِ..
أوْ أنّةِ المُزْنِ عنْد بُکاءِ السّماءِ
وشَجْوِ الأسَی في حَفیفِ الرّیاحْ☆
بِرغْم ص*ها*ي*نة الأرضِ
تزْرعُ جوْرًا وجمْرًا
وتنْبتُ موتًا ونارْ..
ورغْم طریقِ السّماواتِ في غزّةَ الصّبْرِ مکتَظّةً بالصّغارْ..
ملاٸکةً منْ لظَی الأرضِ فرَّتْ
بأجْنحةٍ منْ نُضارْ
تُلاحِقُها في عُروجٍ إلی النُّورِ
ألْسِنةٌ منْ أُوارْ..
وأفْٸِدةٌ منْ نُواحْ☆
☆☆
متَى یَشْتَهینا الهوَی والهُدَی والفَلاحْ؟
متَی غزّةُ الصَّبْرِ تجْلو عرُوسًا
علی دَکَّةِ العزِّ…في غَالیاتِ الشُّفوفِ
علی جُثّةِ الظُّلمِ تمْشي
وتمْشُقُ للسّلمِ غُرَّ الرّماحْ؟☆
ونَصحَبُها بالمزاهرِ أو بالدُّفُوفِ
فتُزْهرُ منْها الدّماءُ
وترقُصُ فيها الجِراحْ☆
☆《2》☆
متى يَشْتَهيني مع الفجْرِ فنجانُ قهْوةْ
تفيضُ على شَبَق الثّغْرِ منْهُ..
حُبيْباتُ رَغْوةْ
فأجْرَعُ منْه رَحيقَ الغرامْ☆
وشهْدَ الوِئامْ☆
ويَشْهدُ فجْري علَى أنّني
رغم ثَلْج القذالِ وجَوْرِ السّقامْ.. ☆
سَتبْقَى تُدثّرُني في صقيعِ الظّلامْ☆
عَباءةُ عِزٍّ…وشَالاتُ نخْوةْ
و بُردةُ جذْوةْ…
وتيجانُ نشوةْ
وراياتُ أمْنٍ..وعرشُ سَلامْ☆
☆☆
متَی یَشْتَهیني الأملْ؟☆
وطلُّ النّدَى فوق زهْرِ الرُّبَی یَنْهَملْ..☆
فأرنُو إلی النُّورِ جذْلَی
ودمْعُ الجوَی منْ عیُونِ الهَوَی یَرتَحِلْ☆
ولحنُ السَّلامِ بِفَيْء الشّذَا يَكْتَملْ ☆
فیهْفُو عُبيرٌ يذوبُ غرامًا ..
تُرفْرِفُ في شفتيْهِ القُبَلْ ☆
یُقابِلهُ النّورُ يَبْغي وِصالًا
ويَشْدُو ترانيمَ رُوحِ الأزلْ ☆
بكوْنٍ جديدٍ..جديدْ
سَداهُ الهوَى والهُدَى والمُنَى والوئامْ☆
وطُهْرُ الحَمامْ☆
☆☆
متَی یشْتَهیني السّلامْ؟☆
فأغْفُو…
وسُهْد الهوَاجسِ لا یَسْتبیحُ وِسَادي
ولَیْلُ القصائدِ یُوقِدُ نجمًا
لکيْ ینْحَرَ العتْمةَ الْ تَسْرقُ النّورَ
منْ مُقْلتِي ومِهادي
یُهَدهِدُني.. ویُدَثّرُني بِحَریرِ الغرامْ☆
ویُطردُ بردَ الأسَی والوَساوسِ منْ غرفتي…والرُّخَامْ☆
يُفتِّتُ صخرَ الأذَى في طريقِ القَوافي
وينْفُضُ غيْم القتامةِ عن ريشِ أجْنحَتي والخَوافي
ويكْنِسُ عنْ وَطني ودُروبي
تِلالَ الرُّكامِ…وشوْك الحُطامْ☆
ويذْبحُ غولَ الرّدَى والجُذامْ ☆
☆☆
متى يَشْتهيني الشِّفاءْ؟
ويفتحُ لي في عُبابٍ السّقامْ
طريقا إلى شاطئِ العافيةْ
فأسْترجعُ الحُبَّ والأمْنَ والقافيةْ
وألْقِي عَصايَ على طرُقات الرَّمادِ
تَحَوَّلُ عنْقاءَ ملْءَ الرّياحِ
ومِلْءَ المخالبِ..ملء الجناحِ
وملء الذُّرَى و النّجادِ
ومِلْءَ الغمامْ☆
☆《3》☆
متى يَشْتَهينا الزّمنْ؟☆
فقد ماتَ فيه الّذي نشْتهيهِ
وماتَ الّذي يَشْتهينا
ولمْ يبْق للكوْن معنى بِعَصرِ الغبَنْ☆
لماذا؟.. وكيف؟و منْ؟
وحتّامَ هذا الوُجودُ نسيجُ إحَنْ؟☆
ومِن أيْن أبْتاعُ عُشبةَ بُرءٍ
و بِرشامَ عشْقٍ… واكْسيرَ شِعرٍ
و قهوةَ أمْنٍ..و خُبْزَ سلامٍ..
وزيتًا وتينًا..و إكليل مَجْدٍ..و زعترَ عزٍّ..
و بُرْدَ فخارٍ لمنْ لمْ يخُنْ☆
وتُبعَثُ عنقاؤُنا منْ رمادِ الرُّفاتِ
لتلبَسَ ريشَ الخُلودِ
وتَركَبَ ظهْرَ الزّمنْ☆
وهلْ يا تُرَى ذاتَ عُمْرٍ نقولُ:
“ومازالَ في الكون مايَسْتحقُّ الحياةْ..؟
وما يشْتهيهِ لنا الحقُّ..والعَدلُ.. والسِّلمُ..والحُبُّ..والشِّعرُ..
والأنْجُمُ السَّامقاتْ..؟
وشُهْبُ الضّيا فوق عَرش المُدُنْ؟☆
وطُهْرُ الطّفولةِ يَمْرحُ في طرُقاتِ الأمانِ
ويَمْسَحُ لوْثَ الدَّرَنْ ☆
ومَجْدُ العُروبةِ يفْتَحُ للعِزِّ بابًا
يَقُودُ خُطانا إلى عتَباتِ السّلامِ
بِفيْضِ العَلَنْ☆
فنَفْري مَخالِبَ غُولِ الحِمامِ
ونَصرخُ في وجهِ خُفّاشِ كهْفِ المظالمِ :” كلّا..و لنْ…”
ومن فاسَ حتّى اليَمنْ ☆
ولا منْ حُدودٍ ..ولا منْ قُيودٍ..
ولا منْ لِجامٍ
ولا من رَسَنْ☆
☆☆
متى تشْتَهِينا الحَياةْ؟
متَى يَشْتهينا الوطنْ؟ ☆
يُطلِّقنا الجُبنُ والخزْي والانبطاحُ
و تيْأسُ منّا المِحَنْ؟☆
متَى يشْتهينا الوطنْ؟☆متَى يشتهينا الوطنْ؟..☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》