Views: 7
سورية الوطن والإنسان .
_________________
نحن في المجتمعات العربية لدينا إشكالية كُبرى مستوردة تتوضّح في شكل الصراعات الدينية والمذهبية المتطرفة كأحد أخطر وأفجع وأعقد مشكلة تعرّقل مسيرة المجتمع والوطن التي تجمع بين جوانبها ومكوّناتها السياسة ورأس المال والإعلام وجماعاتٍ مشوّهة باسم الدينٍ .
فهناك إستغلال وتطرف إلى أبعد الحدود في انتهازيته من أجل مصالحه وأجنداته الهدامة الشريرة ، فأنا لا أستطيع أن أتصوّر أو أتخيّل مشاهد وفيديوهات خطف ونهب وقتل واعتقال بشكلٍ يومي ، كلها تستهدف أبرياء غدراً ومن مختلف الطوائف ، تحت صيحات ” الله أكبر” ، وعلى مرأى من الناس وفي الساحات العامة ، الله منهم براء ، والدين منهم براء ، والأخلاق التي دعا إليها الإسلام الحنيف منهم براء .
سورية ستبقى واحدة بكل مُكوّناتها وطوائفها ومذاهبها وأعراقها ، شاء من شاء ، وأبى من أبى.
هذه الأخلاق والثقافة الشريرة بكل تأكيد لن تصلحها تصريحات مبهمة ، وإنما تحتاج إلى عقلاء وحكماء وفقهٍ مستنير وعقلاني من أجل ترسيخ ونشر أخلاق الأديان بما يرضي الله والعدالة الإلهية ، وتستجيب لحاجات الإنسان المتطورة والمتغيرة عبر العصور والمتمثّلة في العدل والسلام والحرية .
يجب مراجعة كل خطاباتنا السياسية والإعلامية والدينية والتربوية والثقافية وإعادة صياغتها بما يتناسب مع الوضع المُعاش .
هناك فلتان تكفيري متطرف ، وهناك تشدد وتزمت ، هناك حالة انغلاق للعقل ، هناك ثقافة غسيل أدمغة من أجل ممارسة سلوك العنف الجهادي الإجرامي التكفيري الذي انفلت من عقاله في طول وعرض المنطقة وأدخلها في جحيم يُدمي القلوب من جراء وحشية وهمجية الذين يفتعلون الجريمة على الأرض وهم أعداء الله و الشعب والوطن ، ودخلاء على نسيج مجتمعنا المتآخي .
ومع ذلك فإن القلم العربي سيتمكن بإذن الله من رسم الشكل الحضاري على خارطة الوطن وبكل وضوح ، وفرض لغة الضاد على صفحة المستقبل ، وقادرٌ على عزل من يُهدد أمننا القومي والوطني والحضاري وشطبه من كتب التاريخ ، وبناء الوطن من جديد ورعاية الوطن والإنسان والأمّة ، فنحن يعنينا الوطن والإنسان في المقام الأول ، بعيداً كل البعد عن كل أجندات العنف والدمار والدم والفتنة والتطرف والتكفير والحقد والكراهية .