Views: 59
“حين يكتبني الموت”
جمال أسدي
الـسَّـيْفُ يَـخْـطَـفُـنِي وَالدَّمْـعُ يَـنْـهَـمِــرُ
وَالـصَّـمْـتُ يَـقْـتُلُنِي، وَالْـغَـمُّ وَالْـكَــدَرُ
لَا الـشِّعْرُ يُسْعَـفُ نَـفْسِي مِنْ تَعَاسَـتِهَا
وَالـرِّيـحُ تَــهْــدِرُ، وَالْأَبْـوَابُ تَــنْـكَـسِـرُ
أَبْكِي عَلَى رَوْضَةِ الْأَعْرَابِ كَيْفَ غَـدَتْ
عَــقِـيـمَــةً، مَـــا بِـهَــا حَـبٌّ وَلَا ثَـــمَــرُ
يَا وَيْلَتِي، كَيْفَ صَارَ الْمَوْتُ يَكْتُـبُنِـي؟
يِرَاعُهُ، فَانْمَـحَتْ مِـنْ طِـرْسِيَ الصُّـوَرُ
مَـا زِلْـتُ أَرْسُـمُ أَكْـوَاخًـا لِأَسْـكُـنَــهَــا
أَرْكَـانُـهَـا يَـعْـتَلِيـهَا الــطِّينُ وَالْحَـجَـرُ
وَأَزْرَعُ الـصَّـبْـرَ وَالـزَّيْـتُونَ فِي أَمَلِـي
أُدَوِّنُ الْحَـقَّ تَـخْـلِيـدًا لِـمَـنْ هُـجِــرُوا
تَـذْوِي شَـجِيرَاتُـنَا، قَدْ صَابَـهَا عَجَـفٌ
وَغَـارَتِ الْـمَاءُ، وَالْأَنْـفَـاسُ تَـنْـحَسِرُ
فَكَيْفَ أَهْرُبُ مِنْ أَرْضِي وَمِنْ زَمَنِـي؟
وَكَـيْـفَ أَهْـدَأُ وَالْأَصْـوَاتُ تُـخْتصــرُ؟
أيْكُ الرِّيَـاضَ لَـنَا، وَالطَّيْرُ تُنْـعِـشُــنَـا
حَتَّى غَدَا الشَّوْقُ يُصْلِينِي وَيَـسْـتَعِـرُ
مَا بَالُ قَـوْمِـي رَضُوا بِالظِّلِّ مُعْتَـقَدًا
مِـنْ بَعْـدِ نُـورٍ ذَرَتْـهُ الشَّـمْسُ وَالْقَـمَرُ
إِنَّ ابْــنَ آدَمَ، إِنْ مَــالَ الـــزَّمَـانُ بِــهِ
فَــلَا يُــوَاكِـــبُـــهُ جِـــــنٌّ وَلَا بَـــشَـــرُ
فَـلْتَـتَّـــقِ الـدَّهْرَ، لَا تَــأْمَـنْ مَـثَـالِـبَــهُ
إِنَّ الــدَّوَاهِـــيَ لَا تُــبْــقِـــي وَلَا تَــذَرُ
مَا الحُلْمُ يَنْبُتُ فِي أَحْشَاءِ مَنْ ظَلَـمُوا
قَدْ عَكَّرُوا الْعَيْشَ، وَاحْتَارَتْ بِنَا الْفِكَرُ
خَـيــلُ الطَّـوارق شَـطَّـتْ من أعنَّتِـهـا
وَنَـحْـنُ جَــذْرٌ بِــوَادِيـنَـا وَنَــصــطَـبـرُ
سَـيَـمْـحَـقُ اللــهُ كَـرْبًـا قَـدْ أَحَاطَ بِـنَـا
عـسـاه مـن فَــرَجٍ، يَـنـحو لـهُ العـــسرُ
لَا بُــدَّ يَــبْلُجُ نُــورُ الصُّــبْحِ مِنْ غَسـَقٍ
وَيُـدْبِـرُ الــلَّـيْلُ عَــنْ نَـفْسِي وَيَـنـْدَحِــرُ