Views: 4
مشهد من الطف
مَشَى وجَحْفلُ لَيلِ المَوتِ مُحْتَشِدُ
وكلُّ نَجْمٍ غَداةَ الطَّفِّ مُفْتَقَدُ
وأَلْفَ آهٍ تَمُجُّ المُوحِشاتُ أَسًى
تَمُوجُ صَعْقًا وكُلُّ الأَرضِ تَرْتَعِدُ
فَمَا اسْتَقَامَتْ وضَجَّتْ في المَدى حِمَمًا
مَرْأَى النَّقِيضِ جِراحًا عَصْفُها جَلِدُ
مُذِ اسْتَبَاحَ سَوَادُ الظُّلْمِ كَوكَبَةٌ
وهَا تَوَالَى إلى أَنْ مَلَّتِ الصُّعُدُ
فَكَمْ تَعَالَى وزَيْغُ العُهْرِ مَوئِلُهُ
وخَلْفَ طُهْرٍ يُواري غَيظَهُ الوَغِدُ
مَشَى فَدَارَتْ على الأَفْلاكِ نَائِحةٌ
تَنْعَى الحُسَينَ ودَمْعُ الأَرضِ مُتَّقِدُ
وذِي السُّيُوفُ لَهَا في السُّوءِ أُمْنِيَةٌ
أَنَّى تُنَالُ وإِنْ لَدُّوا وإِنْ حَصَدُوا ؟
فَالحُزْنُ طَافَ على الأَشْلاءِ يُنْبِئُها
أَنَّ الفَجِيعَةَ ثَأْرٌ لَيسَ يَنخَمِدُ ؟
عَلَى إِبَاءٍ سَيَبْقَى الدَّهْرُ تَحْمِلُهُ
لَظًى تُزَلْزِلُ كِبْرَ القَومِ مَا عَنَدُوا
مَشَى الحُسَينُ إِلَى المِيْعَادِ في شَمَمٍ
أَمَّا البُغَاةُ بِوَحْلِ الذُّلِّ قَدْ وُئِدُوا
مَشَى الحُسَينُ وَنُورُ اللهِ يَتْبَعُهُ
لِوَاءُ أَحْمَدَ في يُمْنَاهُ مَنْعَقِدُ
ويَحْمِلُ الوَحْيَ نِبْرَاسًا سَلِيْلَ عُلًا
هُدَى جِبَاهٍ لِغَيرِ اللهِ مَا سَجَدُوا
وَنَهْجَ عِزٍّ مَدَى الأَيَّامِ ثَوْرَتُهُ
بالدَّمِّ خُطَّ ومَا خَطَّتْ نَدَاهُ يَدُ
مَشَى يَحُفُّ جَلالُ اللهِ طَلْعَتَهُ
فَهَلْ يُضَامُ إِلى الرَّحْمَنِ مَنْ يَفِدُ ؟
وَهَا هُنَا اليومَ أَصْوَاتٌ لَهُ قَدِمَتْ
تُجَدِّدُ العَهْدَ والأَمْلَاكُ قَدْ شَهِدُوا
لَحْنُ القَصَائِدِ يُزْجِيْها مُوَالِيَةً
تَسْتَعْذِبُ الجَمْرَ والأَهْوَالَ إِذْ تَرِدُ
“مَنْ يَنْصُرُ اليَومَ” أَعْلَاهَا الحُسَينُ نِدًا ؟
وَقَدْ كَفَاهُ بِهَذا الوَاحِدُ الأَحَدُ
مَا بَيْنَ غَزَّةَ وَالطَّفِّ انْتِسَابُ هَوًى
إِذْ يَدَّعِي الحَقَّ مَنْ غَالَوا وَمَنْ جَحَدُوا