Views: 2
ــــــــــــ بَــــــرَاءَةُ قَــلَــمٍ ــــــــــــ
…………………………………..
…………………………………..
لَـم أستَطِع لِمُصَابِـهـا جَـرَّ الـقَـلَـمْ
مُـذْ نَــاءَ لِلأَحـزَانِ حِـمـلَاً بِـالأَلَـمْ
يَـأَبَـى الكِـتَـابَـةَ مُـضـرِبَـاً مُتَبَرِمَـاً
مُـتَبَرِئَـاً مِن حِبرِهِ الأَعمَى الأَصَـمْ
يَكسُـوهُ غَـاسِـقُـهُ الـبَـهِـيـمُ كَآبَــةً
بِسَـوَادِهِ مِن رَأسِـهِ حَـتَّى الـقَـدَمْ
والضَّـادُ أَعلَنَتِ الحِـدَادَ وَنَكَّـسَت
أَعـلَامَـهـا إِلَّا الـشَّـهَـادَةَ في عَـلَـمْ
سَـتَـظَـلُّ عَـالِـيَـةً تُـرَفـرِفُ رَايُـهـا
خَفَّـاقَـةً رغـمَ الأَسَى في كُلِّ فَـمْ
فَـزَفَـرتُ مَكلُـومَاً غَـزِيـرَ دُمُـوعِـهِ
وَحَقَنتُ أَقلَامِي مِنَ الشِّريَانِ دَم
وَعلى صَدَى نَبضِ التَّوَجُّعِ هَـزَّنِي
قَهرٌ لِأَقسَى ظُـلْـمِ تَخفِـرُهُ الذِّمَـمْ
أنعِيكِ تِسعَتَكِ الَّذِينَ استُشهِـدُوا
أَلَمُ المُصَابِ يُصَدِّعُ الجَبَلَ الأَشَمْ
مَــابَــالُـنَـا بِـفُــؤَادِكِ الأَدمَـى على
فَـقْـدٍ كَهَذَا الـفَـقـدِ في بَشَرٍ أَلَـمْ?!
قَبلَ انهِمَارِ الجُرمِ كَانُوا نَبضَكِ الْـ
ـحَانِي وَبعدَ وُقُوعهِ صَارُوا عَـدَمْ
آلَاءُ ـ صَـبْــرَاً ـ أَنـتِ أَعـظَـمُ أُمَّــةٍ
لَم تَـبلُـغِ الخَنسَاءُ مَبلَـغَـكِ الأَهَـم
لَكِ يَاابـنَـةَ الـنَّجَّـارِ أَخلَصُ دَعـوَةٍ
فَـاقَ الـتَّصَبُّرُ فِيكِ شَمَّـاءَ الـقِـمَـمْ
فَـالـرَّزءُ بِـابْـنٍ وَاحِـدٍ أو في ابْنَـةٍ
حَـدَثٌ كَبيـرٌ خَطبُهُ الجَلَـلُ الأَعَـمْ
أَنَّى بِـ تِـسـعَـة غَــادَرُوهَـا جُـمـلَـةً
فَتَخَيَّلُوا لِـمُـصابِهَا حَجمَ الأَلَـمْ?!
لم يَشهَدِ التَّاريخُ ـ قَطعَاً ـ مِـثـلَـهُ
كَــلَّا وَلَا أُمٌّ لَــــهُ عَــبْــــرَ الأُمَــمْ
لُجَجٌ مِن الـظُّلـمِ الـمُـرَكَّبِ بَعضُها
فَوقَ الدُّجَى الأَعتَى تُلَفِّعُهَا الظُّلَمْ
آلَاءُ صَبرَاً فَـالمُصَابُ عَـلَـيـكِ في
أَبنَائِكِ الـشُّهَـدَاء لَيسَ هُـنَـا رَقَـمْ
بِـفُـؤَادِكِ الـبُـركَانُ أَعـظَـمُ مِحنَــةٍ
مِن فُوَّهَاتِ جَحِيمِ قَاذِفَةِ الحِمَـمْ
مِن مِثلِها مِلـيُـونُ خَنسَاءَ اكْتَوَتْ
في فَقدِهَا فَلذَاتِ أَقصَانَا الحَـرَمْ
هَـذَا على مَـرأَى رُؤُوسِ نِـفَــاقِـنَـا
هُم في عُيُونِ كِلَابِ رَاعِيهِم غَنَم
يَتَفَرَّجُـونَ على ضَحَـايَـا غَـزَّةِ الْـ
ـشُّهَدَاء مُذْ وَأَدُوا المَبَادِئَ وَالقِيَمْ
صَبْرَاً طَبِيبَـةَ خَيـرِ أَطفَالِ الـدُّنَى
فَدِمَاؤُهُم حَتمَاً سَتَجـتَثُّ الـوَرَمْ
…………………………………..
…………………………………..
بقلمي/ علي الباز
2025/5/25م