Views: 2
ارتدادات
كنتُ أعتبر نفسي تقدميًّا، لديّ النزاهة، الأهداف، التفهم، وحساب احترام اختلاف رؤى الآخرين.
وعند أول امتحان في صيرورة وضع حارتنا، انحشرتُ في الزاوية.
بعض المحللين قالوا: ستبقى النظرة بهذا الشكل، لأن اتخاذ القرار هيّن رغم عنوانه الكبير هو الحزم.
لكن طريقة التنفيذ تذهب لانعدام الأرضية المناسبة وأهم الأطراف الفاعلة والقواعد المهمة.
سألني صديق بماذا تفكر الآن؟
_ سأعيد ترتيب كينونتي وأجيب.
قرأت مئات الكتب الفلسفية والمقالات الفكرية ، وجدتني صرتُ ملتزمًا، في مرحلة مابعد التقدمية، هناك هواجس لديّ، نحيّتها جانبًا، ودخلتُ بين من يريد التغيير والانتقال لحياة جديدة.
أعلنتُ فشلي وانزويتُ، من أنا؟ ماذا أريد؟
ترى كل ليالي الخيمة المرقعة وأنا خلفها أفتح كل مسارات عقلي وأنا أرتعد من البرد، وأنشوي من الحرّ لم أكن نفسي هو أحد غيري؟
قال المحللون: الأحداث العالمية والخارجية هي المسؤولة.
أفاد أكبر المستشارين المحلللين أنه لم أكن أنا.
في خطوة اعترضت حياتي وهي زواجي، ردًّا على شخصيتي اتخذت زوجتي تحصينات تركزت على صدّي كلما اعترضتُ أو تكلمت.
سلسلة متشابكة حولي صنعتها أنا ولم أكن في الحقيقة سوى هم كلهم، نعم هم كلهم.
ربما أزيز الرصاص في الساحة لم يختف في داخلي، ربما أخي الجريح الذي عجزتُ عن سحبه وإنقاذه يغطي مناطق عقلي، قبل نزوحي.
رتبتُ قبور المفقودين في الساحة، في البحر، في المعتقلات، في البراري، في ذهني، واحتضنتُ صورة أمي تخيلتها تشاهد الأحداث العالمية على الشاشة، قائلة:
متى تعودون، متى ستسقون حديقتي؟
صباح سعيد السباعي