Views: 3
خاطرة الصّباح
غزّة الذبيحة*ويومُ النَّحْر الأعظم…
نحن اليوم على أبواب يوم النّحرِ الأعظم وعيد الأضحى المبارك حيث يستعدّ المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الكبرى وما يرافقها من تقديم الأضاحي التزاماً بهذه الشعيرة المقدّسة، وتيمّناً بصنيع أبي الأنبياء سيّدنا إبراهيم عليه السّلام .
على أنّ هذا العيد الإسلاميّ الكبير يصادف هذا العام استمرار المجزرة البشرية الكبرى بحقّ أشقّائنا العرب والمسلمين في غزّة المنكوبة التي دخلت شهرها العشرين ولا زالت دماء أبنائها وبناتها الطاهرة البريئة تروّي أرضها المباركة على مرأى ومسمع منّا جميعاً..عرباً ومسلمين وعجماً من جميع الأعراق والأجناس والمِلل والنِّحل على امتداد هذه الجغرافية البشرية الموبوءة بالظلم والعدوان والقتل والإجرام .
على أنّ شهر “ذي الحجّة” إنّما هو واحد من الأشهر الأربعة الحُرُم- ذو القِعدة، ذو الحِجّة، المحرَّم، رَجَب- التي تعارف أجدادنا العرب في الجاهلية، وأقرهم عليها الإسلام فيما بعد، على الجنوح فيها إلى السّلم ووقف القتال إلّا ردّاً للعدوان.
أين هي -على ضوء هذه الإشارة التاريخية الموجزة – جهود قادة العرب والمسلمين لوقف هذه المقتَلة المتواصلة بحقّ أهلنا في غزّة وفلسطين، هذا.. إذا ما سلّمنا بعجزهم عن نصرتهم ؟!
أم أنّ حساباتهم السياسيّة، وتحالفاتهم الجهنّمية مقدَّمةٌ لديهم على كلّ الاعتبارات الأخوية والدينية والإنسانيّة فقرّروا تقديم إخوانهم الفلسطنيين قرابين بشريّة على مذبح خنوعهم الذليل وتواطئهم الدنيء أمام آلهة بني صهيون وأصنام المال والشهوة والإجرام ؟؟!!
*- للمهتمّين بالقضايا اللغوية:
أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة استناداً إلى كثير من شواهد اللغة إضافة تاء التأنيث لما كان المذكّر منه على وزن ( فعيل) إذا كان بمعنى ( مفعول) في كلّ الأحوال : ذبيح- ذبيحة، قتيل- قتيلة .
وقد رأيت ذلك واعتمدتُه في هذه الخاطرة لأنّه أقرب- فيما أرى- إلى روح اللغة .
#دكتور_زياد_العوف