Views: 8
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل :
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أعترف امامك يا اباوهب أن إعجابي لاينقضي من شطر بيتك هذا في معلقتك ، فلم اجد في شعرنا العربي معادلا موضوعيا له .. فيه وقفت أنت وصديقاك على الأطلال، وبكيتم عليها ، وتذكرت أنت حبيباتك ، وهن كثيرات ، وكن يملأن العين والقلب ، وأحباءك الذين كانوا هنا ، خفق لهم فؤادك ولم يتوقف عن الخفقان ، وانهم جميعا في يوم ما احتضنتهم هذه الديار التي ودعها أهلوها حزانى عليها وطنا غاليا بقي يعذبهم في غربتهم اللاحقة ، وظلت بقاياها ماثلة أمام العين لتملأها الدموع. .
ولكن الدهشة لم تنقض بعد ، ومنها ان يتعالى صوت عاطفة الوفاء النبيلة لديك ياملكا ابن ملك ، وقد جعلتها تجري في شرايين قومك العرب ، ثم استطعت بعدها أن تكثف فكرة الوقوف على الاطلال كلها في شطر بيت واحد .
ترى هل كنت تتصور أن مشاعرك هذه ستدهش احفادك بعد أكثر من ألف وخمسمئة عام ؟
إن يكن في تاريخنا الأدبي العربي ما يبعث على الفخر فأولهم أنت ، بحياتك الغنية ، وإرثك الشعري ، ونفاذك إلى مستقبل لاتمل فيه انت من مخاطبة احفادك من الأجيال العربية ، وهم لايريدون أن ينسوا معلقتك ، وعلى صدورهم كتبوا اعتزازهم بك الى الابد .