Views: 5
(( كرنفالُ خاصٌ جداً ))
قَرَّرَ الأمواتُ يوماً
قرعُ أجراسَ الكنائس
شَمَّروا للصلاةِ في المدافن
إحتفاءً كرنفالياً لا يُضاهى
جمعوا الضٍدَّينِ في المقابر
الجلّادَ و الضحية
زُمَراً تقافزوا
وَزَّعوا الحلوى
باركوا بعضهمْ
قدَّموا التهاني
لا تقاريرَ وشايَّة
لا مخبراً سرِّياً هنا
لا نزاعاتِ إرثٍ ومُلكِيَّة
لا فصولَ عشائرية
لا انتخاباتٍ مُزَوَّرَة
لا تبادُلَ أدوارٍ و مسرحية
لا احتلالَ و لا غزو
لا موتَ بالنيابة أو بالهوية
إقتربت هالةُ القيامة
لا .. لا .. لا
لا قَسَماً مُدافاً بالوعودِ الكاذبة
لا فاكهةً مغشوشة
لا دواءَ منتهي الصلاحية
لا سادةَ و لا عبيد
لا أثرياءَ حدَّ التخمةِ
لا أطفالاً يتنازعونَ تقاطعاتِ المقابرِ
لا تعليمَ خصوصي
لا أبا علي الشيباني
لا أسئلةً مُسَرَّبةً نهايةَ الفصلِ
لا نشازَ أصواتٍ مُنكَرَة
لا تفاهاتٍ مبرمجة
للإشمئزازِ أقربُ و للمهزلة
لا قتلَ صبيانٍ بأطنانٍ من حبوبِ الهلوسة
لا انتحارَ و لا قربان
لا دُعاباتٍ مشحونةٍ بالتهريجِ و الوسوسة
لا سبايا باسمِ الربِ
لا جزّاراً ينادي ربَّهُ الأعظم ، اللهُ أكبر
لا مُجندَلاً بِحَزِّ السكِّينِ يشهقُ للسماءِ اللهُ أكبر
لا منابرَ فتنةٍ
لا عشاءً معَ النبيٍّ
لا قِسمةً ضيزى
الموتى محتفلونَ بيومِ مولدِهمْ
سيلتقي الأحبابُ هناك
قيسٌ يُزَّفُ لٍلَيلى
محتفلونَ بيومِ الخلاص
لأثرياءِ الأوطانِ خرقةٌ بيضاءُ و مِثلُها للفقير
للصوصِ خرقةٌ و للأتقياءِ نظير
أيها السادةُ المحتفلونَ
هلْ تسمحونَ بالتلصصِ ؟
هلْ تسمحونَ بالتَعَلُّمِ ؟
هلْ تسمحونَ لنا باللصقِ و النسخِ ؟
فأنتمْ الأحياءُ و نحنُ الموتى
… جَنان السعدي …