Views: 3
ذكرياتٌ عبرَتْ
أتوقُ إلى عنَبِ الخابورِ
يرقصُ فوقَ العَرباتِ العَتيقةِ
وإلى النَّهرِ الصَّغيرِ
الَّذي يجري بخفَرٍ
قربَ مَدرَستي
إلى أقلامي القديمةِ
وكتبي ودفاتري
إلى مَنْ علَّمَني
كيفَ الحَرفُ يَكونُ
وكيفَ الكلماتُ
حين تجتمعُ
أبداً لا تزولُ
إلى صَوتِ الباعةِ
وضَجيجِ الجوَّالةِ
يُبدِّدُ صَمْتَ الصَباحاتِ
في تلكَ المدينةِ
الغافيةِ على حُبٍّ
المُشرقَةِ دوماً
كما أفراحُ العيدِ
الَّتي لا تعرفُ للفرحِ نِهاياتٍ
تضحكُ في وجهِ الفجرِ
وأبداً لا تغضبُ
ولا تثورُ
أحنُّ إلى لونِ البَساطةِ
يُزيِّنُ كُلَّ الأسرارِ الصغيرةِ
إلى حديقتِنا النائِمةِ
تحتَ دالينتِنا الحُبْلى
بأكوامِ العناقيدِ
إلى ثِمارِالتُّوتِ
وزهور الجلَّنارِ
إلى حبَّاتِ الرُّمانِ
وهي في أنامِلِنا الفتيةِ
إلى أيادٍ كانتْ تَزرَعُ
من غيرِ أنْ تُرهقَها
لسعاتُ بَردِ الكوانينِ
ولا قيظُ الشّمسِ في تموزَ
وأبداً لغيرِ الخالقِ
ماكانت تحتاجُ
إلى كُلِّ الأحبّاءِ أحنُّ
وإلى كلِّ الوجوهِ أشتاقُ
إلى وجهِ أمي
وهي تعدُّ فطورَ الصَّباحِ
إلى وَجهِ أبي المُغضَّنِ
يتصبَّبُ عرَّقاً
في ظهيرةٍ حارةٍ صيفيةٍ
أحنُّ إلى رِفاقِ الحَيِّ
نَركلُ كُرتَنا المَطاطيةَ
نصرخُ نضجُّ نَلهو
كأنَّما العالمَ قد اِمتَلكنا
وصار كلُّهُ طوعاً لأيدينا
أحنُّ لأسرتِنا الكبيرةِ
ونحنُ حولَ الطَّعامِ بِفرحٍ نجتمعُ
نروي آلافَ الحكاياتِ
عن بنتِ الجيرانِ
وعن المَاردِ المِغوارِ
وعن سندريلّا
الَّتي تاهَ مِنها الحذاءُ
في غفلةٍ من هذا الزمانِ
ذاتَ مرةٍ
إنْ وجدتِ الحُزنَ
في مَلامحي يَرتَسمُ
ويأكلُ منِّي الدَّهرُ
أطايّبَ الماضي السَّحيقِ
ولا يشبعُ
لأنِّي ما استطعتُ أنْ أجلِبَ
من ذاكَ الزَّمانِ
بُرهَةً لتكونَ ليَ
بَسمةً في عواصِفِ
الزَّمانِ المرَّةِ
بقلمي: جورج عازار