Views: 2
قبل سنوات قليلة ذهبت إلى سوق الاضاحي لشراء خروف العيد، وكان ذلك قبل عيد الاضحى بيومين، وبالفعل وقعت عيني على خاروف روماني انيق الشكل، كبير الحجم، وبعد أن دفعت ثمنه، سحبته لأضعه في السيارة، لكن الخاروف أبى واستعصى وبعد جهد وتعب شديدين ومعركة حامية الوطيس من شد ومعط وسحب وجر تارة من أذنيه وتارة من رقبته. مرة هو يبطحني ومرة انا أبطحه حتى تمكنت منه اخيرا ووضعته في السيارة، وقبل الانصراف قال لي صاحب المزرعه بأن أشتري له علفا وأطعمه وأسقيه حتى موعد الذبح، وبالفعل وصلت البيت وبعد معركة أخرى أشد من المعركة السابقه تمكنت بمساعدة الجيران من وضعه على سطح البيت ليتنفس الهواء العليل ويتمعن بنور القمر الجميل ، واشتريت له شوال (تبن) فاخر
ووضعت له سطل ماء معقم حتى يكون بصحة جيده صباح العيد.
لكن الخاروف أبى وامتنع عن تناول الطعام والشراب تلك الليله، ورغم المحاولات الكثيره مني ومن اصدقائي لارضاءه واستخدام أساليب الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى ، لكنه رفض رفضا قاطعا تناول الطعام، وفي اليوم الثاني ذهبت لاستشارة أصحاب الأغنام والطبيب البيطري عن حال خروفي ومعرفة سبب مقاطعته الطعام والشراب دون أن أصل الى نتيجه، لكن أحد الأشخاص المعروف بدهائه ومكره اقترح علي أن أجلب عنزة شاميه وان أضعها بجانب الخاروف الروماني لعل وعسى يرتاح نفسيا ويتناول طعامه. وبالفعل جلبت عنزة شاميه بيضاء جميلة المنظر من إحدى المزارع القريبة،وربطتها بجانب الخاروف،
ووضعت له شوال(التبن) والماء لعل وعسى أن يتناول طعامه. خرجت لمدة ساعتين وعدت اليه فوجدت الخاروف قد اكل شوال ( التبن) وشرب الماء كله واخذ ينظر إلي وكأنه يطالبني بالمزيد.. أحضرت له الخبز اليابس والمحمص فأكل واكلت العنزة معه.
وفي صباح يوم العيد ناديت على اللحام وقلت له أن يستعجل بذبح الخاروف قبل أن يهرب مع عروسته الشاميه. وبالفعل تم ذلك لكن بعد أن أعدت العنزة لصاحبها.
حتى الخاروف طلع نسونجي.