Views: 2
أين اختفى؟
—
كنّا إخوةً وشركاء خدمةٍ في مدينتنا ( ديريك – المالكيّة) لأعوامٍ طوالٍ حتّى جاء الموت واختطف منهم :
الخوري شمعون حنّا
والأب داجاد آكوبيان
والأب مراد مراد
واليوم أتى ليختطف أيضًا الخوري أفرام جلو
وقد رثيتهم جميعًا
فمن عساه سيرثيني بعد أن يختطفني الموت يومًا ما؟
—
أين اختفى عن دهرِهِ “أفرامُ”؟
مَنْ فيهِ كانت تنتشي أيّامُ
وبأرضِهِ ظلّتْ تعيشُ سنابلٌ
نشوانةً وبها يطيرُ حَمامُ
ولهُ تبوحُ قصائدٌ بغرامِها
وتجيئُهُ مسرورةً أنغامُ
ولكَم مشى وسعى بلا مللٍ ولمْ
تضعفْ لهُ في سَيْرِهِ أقدامُ
كان الرّبيعُ إليهِ يأتي راقصًا
ولهُ ترتِّبُ عرسَها الأنسامُ
ما قالَ : تبًّا لا ولا أحيا دُجًى
وعلى يديهِ تعطّلتْ ألغامُ
ومضى يقيمُ منازلًا لا ترتخي
جدرانُها وبها يفيضُ سلامُ
يحكي فتبني مجمعًا كلماتُهُ
ويزولُ عن دنيا العقولِ ظلامُ
ليَ قالَ : هل تنمو حدائقُ أمّةٍ
مِنْ بعدِ ما فيها أقامَ حُطامُ
وأماتَ رعدٌ نبضَها فتكلّستْ
وطغى بها بشراسةٍ حكّامُ؟
قلتُ : الوجودُ يدومُ لن يبلى ومَنْ
فيهِ سيفنى عزمُهُ فينامُ
واليومَ تمضي يا أخي متهلِّلًا
ولكَ السّماءُ بما تضمُّ مُقامُ
فاهنأْ هناكَ مع المسيحِ هناكَ لا
تعبٌ ولا همٌّ ولا أسقامُ
—
القس جوزيف إيليا
١٤ / ٦ / ٢٠٢٥