Views: 6
دولاب أمي 5 – طفولة ..
.
في بلدة تتوسد تخوم بادية حمص غربا ، ومن عائلة فلاحية مكدوحة، ولعائلة ميسورة من تجارة جدي الذي دلل أمي، ليس لأنها البكر او الصغرى بل لمرض ترك لها ندبة في وجهها ونفسها من اول سنوات المدرسة ، ولدت أمي التوأم وأخيها الأكبر بعد اختها البكر تلاها اخوان ، لكن أموال جدي التي كانت ستي تخال أكياسها من ،، المجيدي،، مسامير ، لم تنفع في طبابة ذلك العصر ، كما لم تنفعه أواخر العمر ، حين لم يفكر مليا لما عرض عليه لشراء فندق القلمون بدمشق ، فضاعت تجارته في العباءات وشراكة تربية الماشية مع ،، بدو ،،جيران .
لكن أمي لم تغادر ، ذلك المجد، فراحت تصوغ مآلها والمعاناة تحديا فريدا رافقها لأواخر العمر، عملا دؤبا ومتقنا محمولا على طموح ، فبلغت ما استطاعته وكرسته فينا بأيما اعتزاز ، وإن خيبها بعض،، وأحسبها كما صرحت مرارا ، أنها عدتنا سبيل من تحديها ومباهاتها ، ولكنها ركزت علي كأكبر أولادها، وبين حين وآخر أجدني متوقفا عند تمثلي كثير خصالها بل وطموحاتها ، لكن ليس بذات الإصرار.
لوالدين مختلفي السنّ والتفكّر، ولدت على ماتردّد الوالدة – ذات يوم خميس ، وقد أفرحتها ولادتي بعد وفاة بكرها طفلا ، كما أفرحت أخوي لأبي كوني وافدا صغيرا في البيت. .
شهادة الميلاد الرسمية تذكر ولادتي في أيار 1950، هي قد تشي بالشهر كما أشرت ، فيما قد يكون ثمة تأخير لعام واحد ، تجاوزت فيه مرض الحصبة الذي كان (يحصد )الأطفال ، وغالبا لايسجل المواليد إلا بعد نجاتهم منه ، وسمعت والدي يردّد ذلك ، تلافيا لعبء الوصول إلى بلدة حسياء غربي صدد ، حيث مقر دائرة النفوس ، حين كانت الدابّة وسيلة النقل، إلاّ من تيّسر له دراجة هوائية ولو استعارة ، ثم ليس مايحفّز كالتعويض العائلي للموظف ، وقد حاول والدي أن يكونه مستخدما في الوحدة الإرشادية لصناعة السجاد اليدوي ،المحدثة في البلدة ١٩٦٠ ، فلم تنفعه مقابلة المحافظ .
في دار طينية خشبية السقف وغرفتين لا تعرفان الشمس ، إلا من فسحة أرض الدار ، الى جانب حوش الماعز والدجاج ، وغرفة خاصة ل (الحمار) وسيلة النقل والانتاج الزراعي ، مثل سكن أغلب البلدة ، عشت الطفولة واليفاع .
في بيت النول ،كانت سهرات الشتاء مع جيران وأقارب ، على مدفأة الحطب ، وضوء فتيلة سراج ، والشاي للضيافة فقط ، وأما زقاق الحارة فضيّق حوالي 1م ونصف، النجاة بمروره في الشتاء أعجوبة ، وقد استثني مع الحارة من تمديد الكهرباء