Views: 3
بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة …..
الهجرة النَّبوية الشريفة ……..
شعر : سعيد يعقوب
لِمَنْ أشْدُو وَأهْتِفُ بِالنَّشَيدِ
وَأصْدَحُ كَالبَلابِلِ بِالقَصِيدِ
لِمَنْ أهْدِي القَوَافِيَ وَهْيَ نَبْضِي
مُضَمَّخَةً بِعِطْرٍ مِنْ وَريدِي
لِمَنْ شِعْري أرَجِّعُهُ مُوَشَىً
بِوَهْج ِ دَمِي عَلى أوْتَارِ عُودي
لِمَنْ رُوحِي تُغَرِّدُ رَغْمَ أنِّي
أعَانِي مَا أعَانِي فِي الوُجُودِ
فَقُمْتُ أصُوغُ مِنْ كَنْزِ القَوَافِي
لآلِىءَ لَمْ تُنَظَّمْ فِي عُقُودِ
تَثيرُ حَفيظَةَ الغِيدِ الغَوَانِي
لَوَ ازْدَانَتْ بِهَا أعْنَاقُ غِيدِ
وَتَبْقَى فِي جَبينِ الدَّهْرِ تَاجَاً
وَفِي ثَغْرِ الَّليالِي كَالنَّشَيدِ
فَأخْلِبُ بالقَصَائِدِ كُلَّ سَمْعٍ
وَأحْظَى بِالتِفَاتَةِ كُلِّ جِيدِ
يَظَلُّ السَّامِعُونَ بِهَا نَشَاوَى
فَمِنْ مُثْنٍ لِثَانٍ مُسْتَعِيدِ
وَبَيْنَ مُصَفِّقٍ طَرَبَاً وَمُبْدٍ
بَشَاشَتَهُ وَآخَرَ مُسْتَجِيدِ
يَقُولُ المُشْفِقُونَ عَلَيَّ مَهْلاً
نَخَافُ عَلَيْكَ مِنْ حَسَدِ الحَسُودِ
فَقُلْتُ إذا الإلهُ أرَادَ شَخْصَاً
بِخَيْرٍ لَمْ يُصِبْهُ أذَى حَقُودِ
فَكَمْ قَلْبٍ عَلَيَّ تَرَكْتُ يَغْلِي
وَلَيْسَ سِوَى ارْتِقَائِي مِنْ وَقُودِ
يَفُورُ كَمرْجَلٍ غَيْظَاً لأنِّي
سَبَقْتُ خُطَاهُ بِالخَطْوِ الوَئِيدِ
وَذَنْبِيْ عِنْدَهُ مَا كَانَ بَيْنِي
وَبَيْنَ خُطَاهُ مِنْ أمَدٍ بَعِيدِ
لَهُ نَجْمٌ بِطَالِعِهِ نُحُوسٌ
فَمَا ذَنْبِي وَنَجْمِي فِي سُعُودِ
وَلَمْ أظْفَرْ بِمَا قَدْ نِلْتُ إلا
بِعَزْم ٍ دُونَهُ عَزْمُ الأسُودِ
وَمَنْ ذَاقَ المَرَارَةَ فِي سُقُوطٍ
دَرَى طَعْمَ السَّعَادَةِ فِي الصُّعُودِ
فَكَمْ مِنْ مَضْجَعٍ جَافَاهُ جَنْبِي
وَغَيْرِي نَاعِمٌ بِرُؤى الرُّقُودِ
وَكَمْ مِنْ لَيْلَةٍ سَهِرَتْ جُفُونِي
أطَارِدُ خَلْفَ قَافِيَةٍ شَرُودِ
وَمَعْنَىً مُسْتَسِرٍّ لَمْ تَصِلْهُ
يَدٌ قَبْلِي مِنَ الأبَدِ الأبيدِ
وَيَا عَجَبَاً لِنَفْسِي حِينَ قَامَتْ
تُحَيِّي مَطْلَعَ العَام ِ الجَديدِ
وَتَعْلَمُ أنَّهُ كَسِوَاهُ آتٍ
لَهَا بِالهَمِّ وَالشَّجْوِ المُبِيدِ
بِحََمْلِ الحادثاتِ يَنُوءُ ظَهْرِي
كَأنِّيْ حَامِلٌ عِبءَ الوُجُودِ
كَأنِّيْ مَا اسْتَمَعْتُ إلى زُهَيْرٍ
وَلَمْ أطْرِقْ إلى شَكْوَى لَبِيدِ
فَمَا فِيهِنَّ مِنْ ظِلٍّ ظَليلٍ
وَمَا فِيهِنَّ مِنْ يَوْم ٍ سَعِيدِ
وَكَمْ فِيهِنَّ مِنْ حُلُم ٍ نَثيرٍ
وَكَمْ فِيهِنَّ مِنْ أمَلٍ بَديدِ
أرَاقِبُهُنَّ عَاماً بَعْدَ عَام ٍ
وَعِيداً بَعْدَ عِيدٍ بَعْدِ عِيدِ
فَلَمْ أرَ بَيْنَهُنَّ كَبيرَ فَرْق ٍ
وَكَمْ فِيهِنَّ مِنْ شَبَهٍ شَديدِ
أرَى الأحْدَاثَ وَاحِدَةً بِعَيْنِي
بِذَاتِ الَّلوْن ِ وَالطَّعْم ِ الوَحَيدِ
فَْمَا أهْتَزُّ مِنْ طَرَبٍ لآتٍ
وَلا أبْكِي عَلَى مَاض ٍ فَقِيدِ
وَمَا أرْجُو مُطَالَبَةً بِوَعْدٍ
وَلَسْتُ أقِيمُ وَزْنَاً لِلْوَعِيدِ
وَأضْحَتْ هَذِهِ الأيَّامُ عِنْدِي
سَرَاباً لامِعاً فِي عُرْض ِ بِيدِ
وَمَا هِيَ فِي الحَقيقَةِ غَيْرَ حُلْم ٍ
وَهَلْ لِلْحُلْم ِ حَقَّاً مِنْ وُجُودِ
فَحَتَّامَ التَّعلُّقُ بالأمَانِي
وَفيمَ تَنَكُّبُ الرَّأيِّ السَّديدِ
فَدَعْ عَنْكَ الذيْ يَفْنَى وَيَبْلَى
وَكُفَّ النَّفْسَ عَنْ طَلَبِ المَزيدِ
وَقُلْ يَا نَفْسُ آنَ بأنْ تَتُوبِي
وَللطُّرُق ِ القَويمَةِ أنْ تَعُودِي
لَعَلَّ اللهَ يَغْفِرُ لِيْ ذُنُوبِي
وَيُدْخِلُنِي بِجنَّاتِ الخُلُودِ
وَيَسْتُرُ لِي كَثيراً مِنْ عُيُوبِي
وَيَعْفُو عَنْ كَثير ٍ مِنْ جُحُودِي
بِيَوْم ٍ فِيهِ يُؤْخَذُ بالنَّواصِيْ
وَيَفْزَعُ كُلُّ جَبَّار ٍ عَنيدِ
وَتَذْهَلُ كُلُّ وَالدَةٍ ـ نَجَاةً
بِمُهْجَتِهَا ـ عَن ِ الطِّفْل ِ الوَليدِ
بِيَوْم ٍ يَتْرُكُ الوُلْدَانَ شِيباً
إذا وُضِعَ الحِسَابُ بِهِ وَنُودِي
وَسِيقَ الكَافِرُونَ إلى سَعير ٍ
لِنَار ِ جَهَنَّم ٍ ذَاتِ الوَقُودِ
لَهُمْ فِيهَا اصْطِرَاخٌ وَاخْتِصَامٌ
لَهُمْ فِيهَا مَقَامِعُ مِنْ حَديدِ
إذا لِلنَّار ِ قِيلَ : مُلِئْتِ قَالَتْ :
إلَيَّ بِهِمْ ألا هَلْ مِنْ مَزيدِ
وَأمَّا المُؤْمِنُونَ فَفِي جِنَان ٍ
بِهَا يُلْقَى السَّلامُ عَلى الوُفُودِ
فَلا فَزَعٌ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَمَا لِعَطاءِ رَبِّكَ مِنْ نُفُود ِ
فَيَا غَوْثَاهُ أيْنَ غَداً مَكَانِي
وَهَلْ أنَا بِالشَّقيِّ أم ِ السَّعيدِ
فَقُلْ لِلنَّفْس ِ آنَ بِأنْ تَتُوبِي
وَعَنْ سُبُل ِ الغِوَايَةِ أنْ تَحِيدِي
فَلَيْسَ المَالُ يَنْفَعُ جَامِعِيهِ
وَلا يُفْدَى المُسَوَّدُ بالمَسُودِ
وَمَا القَدْرُ الرَّفيع ِ بِنَيْل ِ مَال ٍ
وَلا جَاهٍ وَلا صِيتٍ بَعِيدِ
فَمَا القَدْرُ الرَّفيعُ يَكُونُ إلا
بِتَعْفيرِ الجَبين ِ لَدَى السُّجُودِ
وَإحْياءِ الدُّجَى ذِكْراً وَشُكْراً
وَتَسْبيحاً لِذي العَرْش ِ المَجِيدِ
أظِلٌّ زَائِلٌ يُغْنيكَ عَمَّا
أعَدَّ اللهُ مِنْ ظِلٍّ مَديدِ
وَلَذَّةُ سَاعَةٍ تُنْسيكَ مَا قَدْ
وُعِدْتَ بِهِ مِنَ العَيْش ِ الرَّغِيدِ
وَفَكِّرْ بِالذيْ تَلْقَاهُ نُوراً
إذَا أُدْرِجْتَ فِي ظُلَم ِ الُّلحُودِ
وَوَثِّقْ بِالنَّبيِّ عُرَاكَ حَتَّى
يُشَفَّعَ فِيكَ فِيْ الهَوْل ِ الشَّديدِ
ذَكَرْتُ مُحَمَّداً فَسَرَى عَبيرٌ
كَأنِّي فِي رِيَاض ٍ مِنْ وُرُودِ
كَشَفْتُ بِهِ حُشُودَ الهمِّ ِ عَنِّي
وَكَمْ عَانَيْتُ مِنْ تِلْكَ الحُشُودِ
وَغَشَّانِي السَّنَا حَتَّى كَأنِّي
أسِيرُ عَلَى هُدَى فَجْرٍ جَديدِ
إذا كَانَ الرَّسُولُ غَداً شَفِيعي
ثِقِي يَا نَفْسُ بِالفَرَج ِ الأكِيدِ
غَداً تَرِدِينَ ظَامِئَةً عَلَيْهِ
إذَا مُنِعَ الأنَامُ مِنَ الوُرُودِ
إذا أبْدَى الشُّهُودُ كَثيرَ بِرٍّ
فَقُلْ حُبِّي لَهُ أجْلَى شُهًُودِي
وَإنِّي قَدْ عَقَدْتُ بِهِ رَجَائِي
وَلَنْ تَنْبَتَّ فِيهِ عُرَى عُقُودِي
إذا يَمْمَّتُ فِيْ طَلَبٍ جَوَاداً
فَإنَّ إليْهِ يُنْمَى كُلُّ جُودِ
فَحُبُّ مُحَمَّدٍ فِي القَلْبِ يَجْرِي
كَمَا تَجْرِي دِمَائِي فِي وَرِيدي
أطَلَّتْ هِجْرَةُ الهَادِيْ عَلَيْنَا
شُعَاعَاً لاحَ فِي ظُلَم ِ الوُجُودِ
بِرُوحِي سَالِكَاً دَرْباً مَخُوفاً
لِبَذْل ِ الأمْن ِ لِلبَاغِي الكَنُودِ
شَريدٌ خَلْفَهُ انْطَلَقَتْ أفَاع ٍ
بِرُوحِي أفْتَدِيهِ مِنْ شَريدِ
طَريدٌ فِي الفَيافِي رَاحَ يُعْطِي
لِطَالِبِهِ ….. فَأيُّ فَتَىً طَريدِ !!
وَعَدْتَ سُرَاقَةً بِسِوَار ِ كِسْرَى
وَلَمْ تُخْلِفْ سُرَاقَةَ بِالوُعُودِ
وَمَا خَلَّفْتَ مَكَّةَ عَنْ جَفَاءٍ
وَلَمْ تَتْرُكْ حِمَاهَا عَنْ صُدُودِ
وَلوْلا أنْ دَعَوْكَ إلى خُرُوج ٍ
لَمَا وَدَّعْتَهَا بِأسَى الجَلِيدِ
وَلَمْ تَهْجُرْهُمُ لِنَجَاةِ نَفْس ٍ
وَلا مُلْك ٍ وَلا قَصْر ٍ مَشيدِ
وَلكِنْ هِجْرَةٌ لِلْحَقِّ تَحْمِي
بِهَا نُورَ الرِّسَالَةِ مِنْ خُمُودِ
ضَرَبْتَ لَنَا مِثَالاً لِلتَّحَدِِّي
لِنُصْرَةِ مَا اعْتَقَدْتَ وَلِلصُّمُودِ
إذا مَلأََ اعْتِقَادٌ قَلْبَ حُرٍّ
كَفَاهُ عَنْ فَيَالِقَ مِنْ جُنُودِ
وَكَمْ فِي هِجْرَةِ الهَادي عِظاتٍ
وَفَائِدَةٍ وَعِبْرَةِ مُسْتَفِيدِ
وَكَانَتْ مِثْلَ سَدٍّ بَيْنَ دُنْيَا
وَدُنْيَا فَهْيَ مِنْ أقْوَى السُّدُودِ
فَقَامَتْ دَوْلَةٌ لِلْحَقِّ فِيهَا
دَعَائِمُ مَنْهَج ِ الحُكْم ِ الرَّشِيدِ
عَلَى أُسِّ العَدَالَةِ شِدَّتَ صَرْحاً
وَمَا كَالْعَدْل ِ مِنْ أُسٍّ وَطِيدِ
تَرَى فِيهَا الوَرَى أسْنَانَ مِشْطٍ
فَلا يَمْتَازُ عَمْرٌو عَنْ يَزيدِ
تُسَاوي بَيْنَ مُفْتَقِر ٍ وَمُثْرٍ
وَذِي ضَعْفٍ وَذِي عَدَدٍ عَديدِ
وَآخَى بَيْنَهُمْ فَهُمُ سَوَاءٌ
بِمَا امْتَلَكُوهُ مِنْ بيض ٍ وَسُودِ
وَأوْصَى لِلنِّسَاءِ بِكُلِّ خَيْرٍ
وَعَنْهَا حَطَّ أثْقَالَ القُيُودِ
وَوَرَّثَهَا وَكَانَتْ قَبْلُ فِيهِمْ
تُوَرَّثُ كَالمَتَاع ِ وَكَالنُّقُودِ
وَحَرَّرَهَا وَأعْطَاهَا حُقُوقاً
وَقَدْ كَانَتْ تُعَامَلُ كَالعَبيدِ
وَسَاسَ عَلَى الفَضِيلَةِ خَيْرَصَحْبٍ
فَكَانُوا كَالكَوَاكِبِ وَالبُنُودِ
وَهَبُّوا يَنْشُرُونَ بِكُلِّ أرْض ٍ
ظِلالَ السِّلْم ِ وَالخُلُق ِ الحَمِيدِ
جُدُودٌ اخْضَعُوا رُوماً وَفُرْساً
وَخَابَ بِعَزْمهِمْ كَيْدُ اليَهُودِ
جُدُودٌ طَوَّفُوا شَرْقاً وَغَرْباً
سَقَاهَا اللهُ أيَّامَ الجُدُودِ
بِوَحْدَتِهِمْ جَنَوْا مَا أمَّلُوهُ
وَمَا ذلُّوا لِشَيْطَان ٍ مَريدِ
لِغَيْرِ اللهِ لَمْ يَحْنُوا جَبيناً
وَلا خَضَعُوا إلى خَصْم ٍ لَدُودِ
وَمَا ازْدَهَرَتْ حَضَارَتُهُمْ بِلَهْو ٍ
فَمَا ازْدَهَرَتْ بِغَيْرِ دَم ِ الشَّهِيدِ
وَمَا قَامَتْ عَلَى خَوَر ٍ وَضَعْفٍ
فَقَدْ قَامَتْ عَلَى جُهْدٍ جَهِيدِ
أجَلُّوا العِلْمَ وَالْعُلمَاءَ فَاسْألْ
بِأنْدَلُس ٍ عَن ِ المَاضِي المَجِيدِ
وَقِفْ بالمَسْجِدِ الأُمَوِيِّ وَاسْألْ
دِمَشْقَ الشَّامَ عَنْ عَهْدِ الوَليدِ
وَفِي بَغْدادَ طُفْ وَالْثُمْ ثَرَاهَا
وَسَلْ عَنْ عَصْر ِهَارُونَ الرَّشِيدِ
وَلمَّا أنْ تَفَرَّقْنَا غَدَوْنَا
أقَلَّ النَّاس ِ شَأناً فِي الوُجُودِ
نُجَرَّعُ ظُلْمَ أوْلادِ الزَّوَانِي
وَنُسْقَى الذُّلَّ مِنْ نَسْل ِ القُرُودِ
فَوَاحَزَنا عَلَى هُون ٍ طَريفٍ
وَيَا أسَفَا عَلَى مَجْد ٍ تَليدِ
فَيَا رَبَّاهُ جَمِّعْ شَمْلَ قَوْمِي
وَيَا شَمْسَ الهُدَى لِلْكَوْن ِ عُودِي
*******************