Views: 2
*(يا ربُّ فاقبلْ ما نصلِّي به)*
…………………………………..
يا ضائعاََ هـلّا عرفتَ الطريقْ
ما ضاعَ من قبـلِكَ إلا خريقْ
مَن عطَّلَ العقـلَ فما عندَهُ
في سَوْرَةِ الأحداثِ إلّا الحريقْ
أو مسلكاََ يحـرِفُهُ جانبـاََ
فينتهي في أيِّ فجٍّ عميقْ
جنَّبني اللّٰهُ ضـلالَ العمى
بنورِ خيرِ الخلقِ هادي الفريق
ومُخجلِ الشمسِ وأنوارِها
ومُنقصِ البدرِ اكتمالَ البريق
وذاكمُ من ربَّهِ كلُّهِ
مذ زانَهُ منه الجمالُ الطليقْ
يا تائهاََ عنه على وجِهِه
وإنَّهُ الرحمةُ يا ذا الغريقْ
تذوّقِ الرحمةَ من هديهِ
فإنَّهُ الأطيبُ من كلِّ ريقْ
لتدرِكَ الغايةَ من بعثِهِ
في آخرِ الدهرِ الكثيرِ الشقوقْ
ليرأبَ الصدعَ الذي يُجتوى
جحيمُهُ الضاري وما من مُطيقْ
لأنَّنا الأضعفُ من هولِهِ
صيَّرَنا فيه السحيقَ الدقيقْ
وربُّنا بالرأفةِ المجتباةْ
بسيّدِ الناسِ أغاثَ الرقيقْ
عبادَهُ بالسِّـيدِ المُصطفى
فما لهُ في جمعـِهم من طَبيقْ
صلاتُهُ خُصَّت به وحدَهُ
فارجـةََ للناسِ من كلِّ ضِيقْ
إنْ جُعِلـت وِرْداََ لنا حاضراََ
عليه مثلَ الغيثِ إمَّا أُريقْ
يا سيِّدي هذا أنا لا أَنِي
أطرقُ رأسَ الغِرِّ حتى يُفيق
ليسلكَ الدربَ الذي نحوَكم
ويمسكَ الحبلَ فيضحي العبيقْ
فعطرُكمْ يهدي إليهِ الورى
من ضيعةِ التيهِ بنفحِ النشيقْ
فروضةُ الطيبِ التي أنتمُ
زهرتُها منها شذانا الفتيقْ
ما زارَها في العمرِ من زائرٍ
وظلَّ لا يشتاقُ حتى يذوقْ
فمَرَّةٌ ثنْتـاهُ بل عشْرُهُ
لو أمكنَ الحالُ طويـنَ المُعِيقْ
فجاءَ من أقصـاهُ أشواقُهُ
أجنحةٌ طارَ بهـنّ الصفيقْ
يضربُ وجهَ النـأي لاينثني
تشدُّهُ القُبَّـةُ شدَّ الحزيقْ
خُضرتُها تُزهي الفضـا فوقَها
وتفسحُ النشـوهََ فيما يضيقْ
لأنَّها مهواهُ من روضِكم
ما تاهَ عنها طائـرٌ مستفيقْ
وتاهتِ الاغرارُ في غيِّها
مذ أطبقَ الغيُّ عليها المَضيقٰ
عليك صلّى اللّٰهُ يا سيِّدي
صلاةَ حُبٍّ وصفُها ما يليقْ
لأنَّها في الغيـبِ مسرورةٌ
وكلُّنا باللفـظِ منها العليقْ
يا ربُّ فاقبلْ ما نُصلّي به
وإنَّه منّي مسيلي الدَّفيقْ
تركتُ حُسباني لأجري به
بعلمِك الحـقِّ كأنِّي الحقيقْ
مخافةُ التقصـيرِ تجتاحُني
وأسألُ الأمنَ غداةَ اللحوقْ
واجعلْهُ منكمْ شافعاََ ربَّنا
للعبدِ والأهـلِ وكلِّ الصديقْ
فمنتهى الآمالِِ أن نلتقي
في ظلِّك الوارفِ ذاك الحديقْ
وجـيرةَ المُختارِ ما نرتجي
من بعدما يمسي الجريمُ الطليقْ
رضوانُكمْ رضوانُكم ربَّنا
أشرفُ مالٍ يجتنيـهِ السَّبوقْ
صلاتُنا منـه على سيِّدي
زدْها لنا بالعشـرِ ربَّ الحقوقْ
لأنَّها الوعدُ الذي جاءَنا
بلفظِهِ عنك كلمعِ البُروقْ
ياربُّ إنِّي شاعرٍ مُسْرعٌ
قافيتي فيها الجميلُ الأنيقْ
أجتابُ كلَّ الخيرِ من عندِكم
بالإحمدِ المُختار أخشى العُقوق
يا ربُّ أوثقْنا بهِ عُلْقَةََ
من ينقطعْ عنه فذاك المَحِيقْ
…………………………… …….
= الخميس – ليلة الجمعة :
23/ ذي الحجة/1446.
19/ حزيران/2025.