Views: 3
*من يقرأ “أوراق غربة ”، الكاتب سعدالله بركات، تلفحه كل كلمة من أسطرها وهي تقطر شوقاً إلى أهل وأحبة وديار، و”على جناح الشوق” يحمل “صدده” التي لم يرتو منها “أيقونة بين الضلوع” ص
يدهشك الكتاب منذ عتباته الأولى! إذ يستوقفك إهداؤه، إلى ،،صدد ،، التي غادرها، ولم تغادره، و”ما تذكرها إلا وسبقته دموع الغربة”، بل “إلى كل آهٍ وحنين لوطن” (ص5). . واكتسب الكتاب ألقا خاصا بتقديمه من د . جورج جبور ووصفه الكاتب ب ( زميل قلم ) ثم قوله ((لدى قراءتي ،، أوراق غربة سعدالله ،، وجدتها تنبض بنفحات وجدانية ، تقارب الحس الشعري ،وقد عبر عنها بلغة صافية صادقة ، وهواستبقني و القراء بالتنويه أنه ليس ،، بأديب ولا بشاعر ، ولكنه كما يقرّر قد سطر،، أشجانا وجدها تنساب عفو الخاطر ،،.))
وحين نغوص في ثنايا الأسطر، نجد أنفسنا أمام كاتب متمكن، ينثر نصوصاً رفيعة محمولة على مواقف وجدانية تتجلى فيها براعة الأديب، . وما يلفت أنّ وجدانيات الكاتب تنوعت بين نثر سلس، أو على وقع تفعيلة وقافية، لكن محاولته الوحيدة في الشعر العمودي “من دمشق الشام ” (ص 52)، تنمّ عن حسّ شعري وفهم عروضي، في مجموعة متناسقة تزين جيد كتابه بعذب الكلم ورقة المشاعر.
تراه يربط بإحكام وجداني، بين العام (الوطن) و البلدة التي “تلفحك بغبار البادية فتزداد اطمئناناً” (ص 32)، و”أحنّ إليك.. وسلام عليك ياصدد ” (ص 43 و45)، ،وأمّا الحكاية الأجمل، فمع التعرّف على عائلة عمه حنا اصطيف (الأخ غير الشقيق لوالده) ، بعد طول انقطاع تواصل ، وقد صاغها بلغة عذبة، عكست مشاعر الانتماء الصافي