Views: 1
*(سلوا شاعراََ ذاقَ الزيارةَ : ما رأى ؟)*
……………………………………
بتائيةِ الأسبوعِ هـذي الشَّجِيّةِ
دروسٌ بمدحِ المُصطفى ذاتُ عِبرَةِ
دروسٌ عظيماتٌ حِسانٌ كريمةٌ
من اللّٰهِ لم تُدرسْ بأيـَّةِ أمَّةِ
أما قالَ : إنِّي قد بُعِثـتُ مُعلِّماََ
وحُقَّ لهُ ذا القولُ فاقرأْ و ثَبِّـتِ
بنى علمَـهُ فيها بنايـةَ حاذقٍ
بوحيٍ من اللّٰهِ العظيمِ وفطنةِ
فقد كانَ مفطوراََ بألطافِ ربِّهِ
نبياََ رسولاََ وارثـاََ للنُّبـوةِ
أبوهُ خليلُ اللَّهِ مُنشِئُ بيتِهِ
بمكَّةَ أذرى أمَّةََ ذاتَ هيبةِ
فجاءَ بفضلِ اللّٰهِ تاجاََ لرأسِها
عقِيبَ عباداتٍ من الكفرِ زلَّتِ
فكان هُداهـا للطريقِ ونورَها
وأعظمْ بهِ نوراََ لتلكَ الدُّجُنَّةِ
فأخرجَها من حيثُ كانت بوهدةٍ
بهمَّتهِ القعساءِ أختِ المجرَّةِ
بعلمٍ وفهمٍ واجتهادٍ وعزمةٍ
ونورِ كتابٍ باسطٍ خيرَ شِرعةِ
ولم يكُ إلّا بدرَها في ظلامِها
وإلإ دليلَ السَّيرِ في مُدلهمَّةِ
أتاهُ كتابُ اللّٰهِ من حيثُما أتى
وما كان يوماََ قارئاََ سطرَ صفحةِ
فظنوهُ بُهْتاََ منهُ يحوي فنونَهُ
بلهجةِ ذي علمٍ بليغٍ وصنعةِ
وخالوه كالكُهَّانِ يسجَعُ قولَهُ
وآخرَ ذا سِحرٍ ضليعَ التبهُّتِ
فصلّوا على من كانَ سيِّدَ كونِنا
وتشريفَنا مذ أدمٍ زوجِ حوّة
وصلّوا كثيراََ بل وزوروا مقامَهُ
وحُلُّوا لُييْلاتٍ هنـاكَ بروضةٍ
فتلكَ من الجنَّاتِ قالوا بوصفِها
على أرضِها زادتْ عليها بحُرمةِ
فمن حلَّ فيها ما يُطيقُ فراقَها
خَلا ثوبِـهِ والجسمِ حينَ التشتُّتِ
ويبقى فوأدٌ هائمٌ في فضائها
بلا نيَّةٍ للهجرِ لكن لرجعةِ
إلى أهلهِ النائينَ في كلِّ بقعةٍ
وجاءَ وما جاؤوا لفرْطِ المشقَّةِ
سلوا شاعراََ قد ذاقَ هذا و مُرَّهُ
مِراراََ وأبكاهُ الفـراقُ بحُرقةِ
ولم تشْفهِ أشعارُهُ ما تكاثرت
تدورُ مع الساعاتِ من دونِ فترةِ
فقد شاءَها وقْفاََ على سيِّدِ الورى
وفارقَ أنسَ الشعرِ في كلِّ فكرةِ
وأصبحَ يُنشي شعرَهُ ويذيعُــهُ
على الناسِ يرجو أجرَهُ بمبرَّةِ
وما شَحَّ يوماََ أن يكونَ مُعلِّماََ
لكلِّ مُحبِّي المُصطفى بمحَرَّةِ
يقولُ لكلِّ العالقينَ بأحمـدٍ
علاقتَهُ في كلِّ حينٍ وفُرصةِ
تسبَّبْ بإكثـارِ الصَّلاةِ على النَّبيْ
بذا نصحَ الأخيارُ أهـلُ المَحبَّةِ
فصَلِّ ونبِّـهْ مَن له في اشتياقِهِ
حرورٌ و إنْ آذاكَ أهـلُ المـسبَّةِ
لكَ اللّٰهُ في هـذا فأنتَ مُؤمّلٌ
بنوعينِ من فضلِ الوليِّ برغبةِ
فمن شكروا أعطِيتَ فضلَ صنيعِهم
جزاءََا من الرحمنِ غيرَ مُفوَّتِ
و رَجِّ الذي للشانئينَ مُضاعَفاََ
لدى اللّٰهِ إذ يؤذونَ عند المضَدَّةِ
سفاهاتُهم توذي وسوءُ فعالِهمْ
لحُبِّكَ خيرَ الخلقِ عينَ البريَّةِ
بشِرَّةِ داءٍ فيهمُ يكتمونَهُ
علينا وما يدرونَ لمْحَ البصيرةِ
غباؤهمُ فيهم عُضـالٌ لديهـمُ
لجهلِ حقوقِ المُصطفى بالرويَّةِ
ومن يجهلِ المختارَ جهلَ حماقةٍ
فذلكَ ضِلّيلٌ يبوءُ بحسرةِ
ويحيا جحيماََ في الحياةِ وبعدَها
فأيُّ خلاصٍ يُرتَجى للتفلُّتِ
ومالكُ في الحمراءِ يُضرِمُ نارَها
بأعداءِ من عاصى النبيَّ بسوءةِ
ولم يدرِ ما نُعمى محبَّةِ أحمدٍ
نبيِّ الهدى من جاءَ بعثاََ برحمةِ
وإن نقلبِ المنظارَ نشهدْ حديقةََ
لكلِّ صفيٍّ للنبيِّ بمُهجةِ
فثمَّ نعيمٌ إنْ علِقنا محمَّداََ
وكنَّا لهُ خُـدَّامَهُ بالقصيدةِ
نعيمٌ بأجرِ اللّٰهِ مثلَ مُرابطٍ
على ثغرِهِ أنْ يُستفَزَّ ببغتةِ
وفي نفسِهِ تجري الصَّلاةُ على النَّبي
رفيقةَ نبضِ القلبِ من غيرِ حسبةِ
لعلَ لمن يحيا سعيداََ بمدحِه
ففي كلِّ يومٍ مِدحةٌ إثْرَ مِدحةٍ
ولم يرْجُ ذكرَ الذاكرينَ لنشوةِ
وغايةُ أمِّ الغايِ منها شفاعةٌ
لمالكِها الميمونِ فرداََ بمِيزَةِ
لأحمدَ مخصوصاََ بها في القيامةِ
فياربُّ متَّعني بها من جنابِهِ
وأهليْ وأحبابيْ غداةَ الرزيَّة
ويا ربُّ هذا مُرتجايَ وإنَّني
عُبَيْدُكَ سمَّاني بكمْ رأسُ أُسْرتي
حنانيكَ فاجعلْهُ رفيقاََ لسيّدي
بجنّةِ خلدٍ وصفُها فوقَ طاقتي
يجاورُهُ فيها جواراََ مُخلداََ
ويسعدُ إذ يلقاهُ في كلِّ ساعةِ
وإنِّي هنا دأبي صلاةُ محبّةٍ
عليه وحسبي أنَّها من عقيدتي
ومن يعتقدْها فهي خيرُ وسيلةٍ
وأوثقْ بها من عُروةٍ أيَّ عُروةِ
إذا كان منك العقدُ يا ربَّ نعمتي
فلا تفصِمَنْها – ربَّنا – ذاتَ لحظةٍ
و بي نفَسٌ يجري ومسعىََ للُقمةِ
هي الرزقُ لا يعلوهُ رزقيَ آكلاََ
من الأرضِ فالأنعامُ تحظى بحصّةِ
وإنِّي لإنسانٌ أحبَّ نبيَّهُ
ولم يرهُ فارزقْهُ منهِ برؤيةِ
ولو في منامٍ بعد ألفٍ ونصفِهِ
مئاتٍ مئاتٍ من سنينٍ تولّتِ
فيا ربُّ أكرمْ شيّقاََ لنبيّهِ
يحاضرُه بالشعرِ في كلِّ بُرهةِ
فمتعْه يشعرْ بالأمانِ وبالرضى
فأنت كريمُ الكونِ مالكُ أمرِه
وقابض ما فيه خلقتَم بقبضةِ
وإن يكُ هذا نلتُ منك سعادةََ
بسعدِ لجوئي عندَكم دونَ طردةِ
فمن يقضْ مطروداََ فأيَّةُ عيشةٍ
يعيشُ ولم يسعدْ لديكم بجنَّةِ
ونعمةِ لُقيا المُصطفى وأحبَّتي
هي السعدُ أعلى السعدِ يا ذا التجِلَّة
……………………………………
= يوم الخميس :
٥/المحرّم/١٤٤٧.
٣/تموز/