إنه عقلي أنا فلا تبحث فيه عن أفكارك ” دوستوفيكسي “
أكسجين مصر الأعلامية الكاتبة الصحفية/دعاء مصطفي عبد الباقي " إنه عقلي أنا فلا تبحث فيه عن أفكارك " دوستوفكسي بهذه العبارة نشرع في الحديث عن ماهية بناء العقل البشري بوعي سليم وفكر صائب حيث يحتاج إلي مزيد من الديمقراطية في إتخاذ القرارات فيجب وضع الهدف وتحديده والسعي لتحقيقه بكل ما يكمن داخل الفرد من قوة لأنه الوحيد الذي يعرف قيمة تحقيق أهدافه والغاية من تحقيقها . لا يشترط أن تكون غاية الفرد في تحقيق أهدافه المرجوة المال الذي هو المنظور العام بأعتباره مادة تقوم عليها الحياة بتحقيق أحتياجاته من مأكل وملبس وغيره بل قد يكون إشباعا نفسيا وروحانيا بتحقيق غايته التي لا يري ذاته إلا بها وفيها كسعيه لعمل آخر يشغله غير الذي فيه حاليا لأحساسه بقدرة ومكنون أكبر من العطاء في هذا الأخير . بمعني أنه يجب أن يتخذ الفرد قراراته بقناعة منه وليس بالسيطرة علي عقله ومصادرة حريته فيتم مناقشة أفكاره بوعي وأقناع وليس بأقحام وتصلب الرأي ليكون عقله دائما كالنهر الجاري معطاءا ومحبا للخير لا متبلد كالحجر الصلب يصطدم بالأخرين فلا يجدي نفعا لنفسه ولا لغيره . ونجد أن الحكام العرب للأسف الشديد يستخدمون سياسة التحكم في العقول عن بعد بمحاولة مصادرة الحريات وسلب الآراء والقليل منهم من يتبع المشورة في أتخاذ القرارات الهامة التي تخص البلاد وذلك بالأندماج الخاطئ بين الدين والسياسة بل وبين العلوم المختلفة فيظهر علماء الدين ويصرحون بفتاوي خاطئة ومحرمة تنشر الفسق في المجتمعات وقد تحلل ما حرمه رب العزة سبحانه وتعالي فتتلقاها الحكام والجماهير وقد يؤمنون بها بدون وعي لمجرد أن من صرح بها هو إماما معروفا أو داعية إسلامية بعينه فتشوش العقول ويضعف الإيمان ومن ثم تسقط الدول نتيجة تصريحات تؤدي إلي تخريب العقول تنتج عن ولادة عناصر إرهابية وإجرامية تنزل بالأوطان إلي حديقة من الدمار والخراب ملصقة التهم بالأديان التي هي بريئة من القتل والدم بغير وجه حق . بالتالي فإن تشكيل العقول بإيجابية وترسيخ المفاهيم السليمة يساهم في بناء أجيال واعية تنهض بنفسها وبأوطانها معا . في هذا الشأن يجب التركيز علي تحسين مستوي التعليم ببناء العقول بالعلم والمعرفه وتلقي كل ما هو من شأنه النهوض بالعقول ومن ثم النهوض بالأوطان إيمانا بأن صلاح المجتمعات يأتي من صلاح عقول أبنائها . أيضا ترسيخ مفهوم الحرية الصحيح بأن لكل أنسان رأيه الذي يجب أن يحترم ويقدر وإن أختلف معنا فنختلف ولا نتخلف قد نتشاور في أتخاذ القرارات وننفذها فالرأي شوري ولكن إذا أختلفنا فيتحمل كل فرد نتيجة أختياره ورأيه بدون التوبيخ والأستهزاء به . فكل فرد يتلقي الدراسات والعلوم المختلفه تشكل واقعه وحياته وبالتالي قد يري لنفسه أشياء تناسبه ما ولا يراها الآخرين مناسبة له مطلقا لذلك يتعامل مع بيئته المعيشية والعملية بطريقته التي يراها مناسبه لواقعه وفكره أي بأبداعه الشخصي وبصيرته التي وهبها الله له والتي تتفاوت درجتها بالتأكيد بين البشر . وهناك حقائق كونية لا يجوز التشكيك فيها والتي هي من نبع الخالق تختلف بالتأكيد عن الحقائق البشرية التي هي من صنع الأنسان فيا لها من معني أكثر من مجرد كلمه فالفرد هو العنصر البشري الذي تقوم عليه الحياة لذلك يجب بناء شخصيته علي أساس سليم فله حرية الرأي فنحفظ كرامته وله حرية الفكر فنمجد عقله فيضع السياسات ويصنع القرارات ويشارك فيها فينعم بحياته وينعم وطنه به ويفتخر بنسبه إليه كأب يفتخر بولده .