Views: 2
حين تتلاقى الحروف بالحنين، ويتقاطع دفء الطفولة مع عبق الأدب، لا بد أن ينهض اسمها في القلب قبل الذاكرة…
الأديبة و الشاعرة الباذخة ليلى مقدسي
الحرف الأول الذي أسرني ، وزرع في روحي بذور الدهشة والخيال. هي ليست فقط الأديبة التي أحببتها منذ طفولتي، بل الصوت الذي علّمني أن للكلمات أجنحة نطير بها نحو الحلم.
اليوم، يسعدني أن أفتح نوافذ الحوار مع من كانت ولا تزال صديقة الصفحات الأولى في قلبي، لنغوص معًا في عوالمها، ونتلمس معها بعضًا من وهج الحكاية.
الأديبة والشاعرة السورية : ليلى مقدسي
-ولدت الأديبة والشاعرة والقاصة والروائية “ليلى مقدسي” بصافيتا في 1944/3/11
*-درست المرحلة الابتدائية في (مصياف) والإعدادية في إعدادية (معاوية) بحلب والثانوية (دراسة حرّة)
*-بدأت الكتابة في سنٍ مبكرة ..ونشرت نتاجها في سنٍ متأخرة ، حيث تفتحت ميولها في الريف السوري(صافيتا) وعشقت المطالعة والقراءة لأدباء وشعراء كثيرين
خاصة شعراء التصوف منهم: ابن عربي ، ابن الفارض، الحلاج ، النسيمي ، العطار ، الشيرازي ، الرومي ، ورابعة العدوية .
*-فهي صفتلاوية المولد .. حلبية المنشأ والإقامة…
*-عملت أمينة سر في معهد المحبة الخاص بحلب لمدة /25/ عاماً.
*-عضو في نادي التمثيل العربي للآداب والفنون بحلب /2006/
*-عضو في جمعية العاديات في حلب /1998/.
*-شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والقصصية في المحافل الثقافية وكانت أولى أمسياتها في نادي التمثيل العربي للآداب والفنون .
*-كرمت من عدة جهات ثقافية عن مجمل أعمالها الأدبية منها :
1- جائزة الباسل للإنتاج الفكري والإبداع الفني عام /2000/.
2- جائزة مجلة الدليل عام /2006/.
3- جائزة ناجي نعمان اللبنانية عام /2008/.
4- درع نادي التمثيل العربي في عيده الذهبي عام /2009/.
*-أجري معها عدة لقاءات مقروءة ومسموعة ومرئية منها :
1- لقاء في إذاعة مونتي كارلو أجرته (علياء قديح ).
2- لقاء في صوت الشعب أجراه (وليد خربوطلي).
3- شاعر وقصيدة عن الشعر الصوفي لصالح التلفزيون العربي السوري .
*-أصدر لها الشاعر (محمد الزينو السلوم) كتاباً بعنوان (تجليات المقدسية) وهي دراسة عن مجمل أعمالها الإبداعية ويقع في /247/ صفحة .
*-أطلق عليها الأصدقاء ألقاب عدة منها :
1-شاعرة التجليات الصوفية .
2-أميرة العشق الصوفي .
3-أيقونة الشعر المقدس
*-تنشر نتاجها في الصحف المحلية والمجلات العربية منها :
الجماهير ، الثورة ، البعث ، الملحق الثقافي ، الرافد ، وغيرها…
*-متزوجة ولها ابنة واحدة ، اسمها (رواء).
*-تعمل بصمت بعيداً عن الأضواء الجوفاء والصخب المجاني .
*-صدر لها أكثر من /58/ كتاباً ، مابين شعر ونثر وقصة ورواية ودراسة ..
*-في مجال الشعر والتأملات النثرية :
ثالوث الحب ، ربيع يبكي ، غمامة ورد ، لغة الجمر ، من زهر الوقت ، أغصان الهوى
وردة أخيرة للعشق ، لفيروز مهجة الروح ، عرس قانا ، طيور الضباب ، زهرة الشتاء
سمّار الحروف ، الزمن ، أوراق المعرفة ، منك أسقي منديل الغيم ، كاهنة الصمت
أنا والشعر ، لبجعات البياض أغنية ، شتلات الحب ، لك سلة ياسمين ، الناي والزمّار
صبوات البنفسج ، دموع الينابيع ، صرّة حروف ، ليلى والحيوانات ، الحب في أبجدية الزهور ، رمّاء ورسائل حب ، زمن البوح الجميل ، وردات للغيم ، بعض الشوق لرواء
هو وهي والشجر ، نص القلب ، عرّافة الكلمات ، أكحل الحرف بعينيك ، /33/ وردة من شهيد لأمه .
ومن شعر التصوف :
تراتيل الهيام ، أبجدية الوصال ، نصوص حلولية ، تراويح الغياب والحضور .
*-في مجال القصة :
ويبقى الحب ، جرح رغيب ، رسائل وصلت ، رسائل لم تصل بعد ، قطوف وأوراق ، عنود ، حالات .
*-في مجال الرواية :
لأننا لم نفترق ، ويبقى الغيم الأخضر يتيماً ، ذاكرة البحر تقرأ نصوص العزلة ، وتبقى يا يوسف وحيداً
*-في مجال الدراسة :
لوامع الصوفية ، على مدارج الحب ، إيقاع التصوف والمتصوفين ،
*-أمد الله في عمرها وأغدق من نتاجها …
كان لنا معها هذا الحوار الجميل الماتع …
1_ كيف ترين الطفولة التي عشتِها ؟ هل كانت رحما ولودا للشاعرة فيكِ؟
فأنت ولدتِ بين الجبال في صافيتا ؟ كيف ساهمت الطبيعة في أولى نبرات القصيدة فيكِ؟
1 تفتحت براعم طفولتي في صافيتا جارة البحر وكنت بين احضان الطبيعة الخلابة لكن جدي اخذني من اهلي وعمري سنتين الى قريته في الريف الجميل لاانه شعر ان اهلي يهتمون باخي الذكر -فايز حين خلق واهملوني وعشت معه اميرة مدللة واحلى طفولة حتى عمر 8 سنوات وكان عنده مضافة في بيته وهو شاعر زجل ويتبارى مع الاصدقاء في الزجل والحكايا القديمة وكنت في حضنه اسهر معهم واصغي دون ان افهم وحين توفي رجعت لااهلي وكانت صدمة قوية لي وامي كانت تخاف علي ولا تسمح لي ان اختلط مع المجتمع ثم لااني وحيدة بين اربع اخوة ودرست عند الراهبات وتعلمت التامل الروحي وعملت عندهم وعمري 14 عاما معلمة لظرف ما لمساعدة والدي واجريت لعيني عملية جراحية خطا فقدت النظر فيها وتابعت دراستي حرةوتسجلت ادب عربي ولكن لم اكمل دراستي بسبب عيني وعملي وتفتحت ميولي للمطالعة وكان الكتاب رفيقي الدائم في الصف الثامن قدمت موضوع انشاء عن الام اعجب استاذي ونشره في كتاب من تاليفه عنوانه التعبير الفني في الانشاء وفرحت واسمي مع كبار المبدعين وكنت اكتب خواطري وتاملاتي وعمي كان اديبا شجعني جدا ونشر لي في بعض صحف دمشق وحين بلغ عمري 18 عاما ثبت في ملاك التربية ونقلت الى معهد المحبة امينة للسر وبقيت 30 عاما في التدريس ورغم الاشواك التي اعترضتني لم أتوقف عن المطالعة والكتابة .
2_ كتبتِ في سن مبكرة ونشرتِ متأخرة فهل النشر كان مخاضاً أم نبوءة مؤجلة؟
لم أنشر مخطوطاتي إلا بعد 20 عاما ريثما سمحت لي الظروف بنشرها وكان أول كتاب طبع ثالوث الحب شعر
3_ أيُّ حنين ذاك الذي مازال يسكن بين سطورك حين تكتبين عن الضيعة والذكريات ؟
الحنين ينبع من العزلة والصمت النازف بالوجع وجعلني اقترب من التامل والحكمة والهدوء لأن الكتابة تحول وهم الزمن الى معنى والحرف يخرجني من منعطفات الحزن الضعف
4_ كيف يتجلى التصوّف في نصوصك ؟ وهل هو نزعة جمالية أم مقام روحي ؟
4-التصوف فلسفة انسانية وهو مذهب عالمي وجذبني الى عالم التصوف التامل العميق والحب الروحي لاان الحب عندهم انشودة الحانها حب واوتارها وجد وسبحاتها استغراق في جمال الخالق وهم يمثلون شجرة الانسانية واغصانها مزامير هوى وعاطفة صادقة والحان سماوية في مواجيدهم الروحية واشعارهم المحلقة في لازورد الجمال واستقيت من كتبهم سنوات وكتبت الشعر بلغة صوفية ولغة روحية ولغة وجدانية وكنت مؤمنة بقول ابن عربي
أدين بدين الحب انى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني وعندهم الله محبة والدين محبة والانسان محبة لاان الحب قيمة جمالية كقيم الحق والخير والجمال وهو جسد الانسانية والخير المطلق واشعارهم اجنحة محبة تهفهف من عبق أرواحهم
5_ ما الذي وجدته بالتصوّف من وهجٍ دفعك لأن تصبحي
” شاعرة التجليات الصوفية ”
الشعر أعلى مراتب الفكر وهو جسد الأحلام والرعشة الروحية التي تعطيني احساسا بالجمال ومعاناة الانسان وهو صبوات الروح الإشراقية ما نذرت نفسي للشعر بل ضحيت بكل شىء لأجله
6_ حين تقرأين ابن الفارض والحلاج ورابعة العدوية هل تسمعين صدى صوتكِ يتردد بين سطورهم ؟
صدى صوتي ونبض قلبي ونقاء وجداني وعشقي للمتصوفة الحلاج رابعة ابن الفارض ابن عربي وكثر جعلني اانتج كتابين دراسة عنهم و10 مجموعات شعرية صوفية منها تراتيل الهيام ابجدية الوصال تراويح الغياب والحضور والقصيدة الصوفية دائرة سحرية في محراب الحب وتجليات الخالق مبدع الكون
7_ ما الذي منحته لكِ حلب روحاً ومدادا ً حتى صرتِ فيها ابنة الشعر والتجلي ؟
حلب مدينة عريقة ولكن المبدع ابن بيئته حملت في داخلي حنين جارف وذكريات احتلت الذاكرة عن طفولتي والطبيعة الجميلة في صافيتا وبقي قهري الصامت يجعلني اكتب والطبيعة منها اغرف منه ولااني احب التنوع كتبت الشعر والنثر والقصة والرواية والتاملات الوجدانية ودراسات عن الحب والتصوف وكانت المطالعة زادي اليومي ولا اغفو الا والكتاب تحت وسادتي وفيروز بترانيمها تهدهد لي وحتى الان في كل غرفة من منزلي مكتبة والادباء والشعراء من الشرق والغرب اصدقاء عمري وكتبت قصيدة حين اموت يفرشوا فوق ترابي اوراق كتبي لاانها زهور رحلة عمري الطويلة
8_ ما الحكاية التي أوقدت فيكِ (ثالوث الحب) في ربيع الرابعة عشرة، حتى نثرتِ بعدها 58 كتابًا وما زال الحبر يزهر؟
ثالوث الحب اول كتاب وكان عمري 14 عاما وهو يجسد الخير والحق والجمال وكان الكشف لبنفسجات خميلة الشعر وانجزت 33 مجموعة شعرية ومجموع كتبي 58 كتابا مطبوعة ولدي 10 مخطوطات للنشر
9_ كيف استطاعت رواية ويبقى الغيم الأخضر يتيماً أن تعكس مرآة روحٍ تحدّت الفقر والفقد، ومضت بثبات نحو تحقيق الحلم؟
رواية ويبقى الغيم الاخضر يتيما مراة لصدق تجربة انسان تخطى الصعوبات رغم الفقدان والفقر وحقق طموحه
10_ أي من حروفكِ كتبتها لابنتكِ
“رواء” ؟
اما (كتاب بعض الشوق لرواء) كان بعد سفر ابنتي الوحيدة بعثة دراسية الى فرنسا سهرت ليالي مع صبوات الشوق والحنين ومع حضورها معي في الغياب مشاعر مغسولة بالحزن والحب والفقدان
11_ كيف جسّدت رواية لأننا لم نفترق صراع المرأة المبدعة بين الحب والغدر، والحزن والفقدان، حتى بلغت قمة التسامح كأسمى مظاهر القوة؟
رواية لااننا لم نفترق فيها معاناة المراة المبدعة بين تناقض الحب والغدر والحزن والفقدان ولكن التسامح اعلى مراتب القوة
12_كيف ترين تجربة تكريمكِ من جهات عربية وسورية؟ وهل الجوائز تُنصف النص أم تُجمّل الظلال؟
عادة كان يكرم المبدع بعد موته لكن تغير وجميل ان يكرم من الجهات الثقافية وهدية جميلة منهم كرمت عدة مرات ونلت جوائز واعتز بها لاانها من مقامات ثقافية جميلة
13_هل ثمة مشروع لم تكتبيه بعد ،لكنه يلحّ عليك كلما وضعتِ القلم جانباً ؟
اما مشروع ما افكر فيه مستمرة مع الورقة والقلم والكتاب حتى الرمق الاخير اما القارىء لااستطيع ان احدد له كيف يقراني هو احساسه صادق ونبيل ويكفيني قارىء يشعر برقة بما اكتب حتى اكون سعيدة معه …
_ مقتططفات
ثالوث الحب -شوق -الشوق يقبع باكيا في حضن الفقدان كالليل ظمىء الى قمر مرتجى في كنف الغياب ياانت يانسغ الشوق الدامع كم تدغدغ فؤادي الخجول لن ابحث عنك غيابك في ايامي حضور يرحلني الى شموع عينيك وغابتنا البتول فينساب الفرح الى بسمتي الحزينة
تراتيل الهيام قال لي الحجاب رؤيا الروح الظلمة تاج النور الدعاء نشوة الوصول الرحمة اسمى مراتب القوة قلت ضعني وردة في ارتعاش الغيم اذوب حبا علمني كيف انسى وكيف اسلو عذابي انت مذاقي في سدرة الوصال وخمرة طيوب روحي
تراويح الغياب والحضور – ابرعم الحرف نطفة صغيرة سهام المعنى لوعة قلب مجروح الحب هالة الرؤيا والرضا عذوبة العبور اراك معذبي بين حجاب البعد والقرب كجمر في موقد الصبر بلهب الذهول
ابجدية الوصال -ارفو غيم الهوى محارق الروح نبض قصيدة تغوي الليل والجمل الشاحبة انا سلا مبسم الشعر معراج القوافي سحر المعنى للمعنى ذوب مواجع الحروف
بعض الشوق لرواء — لم تزل براءة وجهك حانة صوفية لتراتيل الروح مخضلة بشجن حزني على غيم الغياب نظراتنا غائرة بالدمع اختزل الشوق مع دمعة تنهل من رجفة الوداع
ويبقى الغيم الاخضر يتيما – لماذا سلمتني الى مفاتيح الحياة المظلمة يا ابي واغلقت ابوابك دوني سؤال مطبوع في ذاكرة الزمن هل ضيعت جوابه واستطعت ان تنساني وهل من حقي ان اناديك يا ابي وانت تخليت عني وتركتني يعضني الوجع والحرمان في صحراء الحياة وحرمتني من واحة الحنان بماذا تفسر ضعفك يا ابي هل هناك طفل يخاف من طفولته مثلي
لااننا لم نفترق -فيك الخصام وانت الخصم والحكم -المتنبي ربما لن تهجرني لاان ماضيك يغطي كياني اغمس القلم بحبر القلب لاانه يكتب في لحظات الهجر والحياة تمطر شرايننها النازفة حولي المحبة والموت يغيران كل شىء لاتحزن سا احاول ان اقود حياتي للنسيان ولك من يستطيع تحديد كمية القهر التي تقبع في الذات المتعبة وانا بين حفر قسوتك الم تترك اثارها في ذاكرتك المعتمة حين هجرتني الى الاخرى بعد سنوات طويلة ونسفت تاريخنا الجميل لا لشىء انما لنزوة عابرة مع لعوب وسوف تندم وتاتيك الحكمة بعد فوات الاوان
دمتم بود أحبتي
ليلاس زرزور