Views: 1
#هذا_بياني
#الصَّلاة_على_النَّبي
………………………
*(507)*
…………………………………..
#لي_شاهدي
#في_الروضةِ_الخضراءِ..
…………..
ما ذا يقولُ القلبُ من إفضاءِ
ومُحمّدٌ في المدحِ فوقَ فضائي
لكن أقـاربُ أنْ أقولَ مديحةََ
خجْلى لأحْجُوني من الشعراءِ
ما فيهمُ إلّا المقصِّرُ مادحاََ
ما قالَ واعذرْني من الأسماءِ
وأسألْ كبيرَهمُ لديكَ فإنَّهُ
سيقولُ هذا القولَ في استحياءِ
ولهم “عرائسُ في المديحِ” تزيَّنت
لكنَّها في السرِّ دمـعُ بكاءِ
تبكي لأنَّ مقولَها في مدحِهِ
لم يُرْضِها عنها من البُرحاءِ
وَتقولُ : أحمدُ مُكتفٍ عن مدحِنا
ولديه ” أمُّ القولِ ” في الإيحاءِ
وهي الصلاةُ عليه من عليائها
نزلت فصارت محنةَ البلغاءِ
أسرارُها مسرورةٌ وبناؤها
أعجبْ بهِ في النسجِ حسنَ بناءِ
خلبت قلوبَ الكاتبينَ بمعجزٍ
من سرِّها متقارباََ والنائي
فالشارحونَ عناهمُ من قولِها
معنى الظهورِ ملفَّعاََ بخفاءِ
ولديَّ مكتبةٌ لهم في شرحِها
وتقولُ : قد أتعبتُكم قُرَّائي
تكفيكمُ مني الأجورُ فإنني
مالٌ لدى المولى الكريمِ جزائي
لا مالَ بالتبرِ الترابِ يخصُّكم
مني ولكنْ مطلقاتُ عطاءِ
صلَّوا على الهادي بلفظي لا تنوا
فالمرءُ كم يفنى بطولُ وناءِ
أنا ذخرُكم فاستكثروني عندَكم
ما ضاعَ حرفي قطُّ في بيداءِ
دربي إلى خيرِ الورى في طَيْبةٍ
تواََ كنقلٍ البرقِ في الإجراء
اللَّهُ سخَّرَهُ لنقلِ بريدِكم
مني و سمْعُ مُحمدٍ تلقائي
ويقالُ : هذي من مُحِبٍّ شيِّقٍ
يعتادُني في سائرِ الآناءِ
هو يشتكي طولَ الطريقِ وصعبَهُ
ويفيضُ بالصلواتِ فيضَ الماءِ
قد زارَكم وأقامَ بعضَ إقامةٍ
سلفت وشوقُ اليومِ ذو لأواءِ
لكنَّ من وهنت به أعضاؤهُ
ما فعلُهُ بمواهنِ الاعضاءِ
منعت زيارةَ يومِهِ لمقامِكم
ويودُّكم في النومِ طيفَ لقاءِ
ويقولُ من وجعِ البعادِ مقولةََ
لي شاهدي في الروضةِ الخضراءِ
كم من جلوسٍ قد جلست بنشوةٍ
ولمستُ منبرَكم بطهرِ ردائي
وحظيتُ تلقاءَ الصعودِ بسجدةٍ
فالمنبرُ الميمونُ كان رجائي
ما زلت أذكرُ سجدتي في بابهِ
ما زلت أذكرُها كبنت مسائي
عشرٌ مضين من السنينِ ومُهجتي
تبكي وهذا الشعرُ صوتُ بكائي
ألفاظُه نطقت حرورَ مشاعري
ما أجتوي مني و من حرَّائي
و اليوم لي وِرْدٌ له ميقاته
فيه الصلاةُ عليك برد شفائي
والفرْطُ طولَ اليومِ مالٌ زائدٌ
و”دلائلُ الخيرات” من أرجائي”١”
فُسَحِي به ميمونةٌ و مواردي
من غيرِه يسقين خيرَ سقاء”٢”
وأنا بهذا الوِردِ أذكرُ سيّدي
والشعرُ يحضرني بلا إبطاء
والشكرُ للمولى الكريم ِ لأنَّه
ذو الفتحِ والتيسيرِ للإنشاء
فبريديَ اليوميُّ ليس معطَّلاََ
عن يثرِبَ الطيباءِ في الإمضاء
يا ربُّ فاجعلني حَضُوراََ عندَه
في الفجرِ و الإظهار والإمساءِ
وأجعل وجودي كلَّه في خدمتي
للسيِّدِ المختارِ ربحَ بقائي
سلفَ الكثيرُ وما ربحنا نزْرَهُ
من نعمةِ الصلواتِ نقطةَ باءِ
ولقد مضت كلُّ الحروفِ خسارةََ
من “أبْجَدِ” السنوات مثلَ هواءِ
ياربُّ ضاعفْ ما بقي من ربحِنا
فبهِ الشفاعةُ ساعةَ البلواءِ
أولى الشفاعةِ أن تكون لغزَّةٍ
مما وهى الحُكّامُ أصلُ الداءِ
يا ربُّ واكْسرْ من بغى مُتجبِّراََ
في أرضها واضربْه ضربَ قضاء
فبجاهِ خيرِ الخلقِ عندَك لا تذرْ
من دوحِه المغصوبِ قشرَ لِحَاءِ
هي أرض أهليهِ وغزةُ هاشمٍ
وهوَ الوريثُ الضيفُ في الإسراءِ
ليشقَّ أطباقَ السماءِ مبجَّلاََ
ويرى لديكَ مباهجَ الإعلاءِ
للقربِ عندَك قرِّبنَّ لغزةٍ
فتحاََ لبابِ السجن والإيذاءِ
فهو الشفيعُ لحالها من ظلمها
والأهلُ في شُغُلٍ من السرَّاء
أرنا بذاك الجاهِ كسرَ عدوِّها
وخزايةَ الواهينَ والجبناءِ
وبوجدِ من صلَّى عليه بلحظتي
هذي الحَرورِ لغزَّةِ الضَّرَّاءِ
زدنا اعتلاقاََ بالنبيِّ وآلهِ
والصَّحبِ والأخيارِ والصلحاءِ
لا خيرَ فينا إن قطعتَ رباطَنا
بمحمّدٍ يا مالكَ الآلاءِ
……………………………………
#عبدالوهّاب_العَدْواني
……………………………………
“١” دلائل الخيرات : للشيخ محمد بن سليمان الجزولي المغربي ، المتوفى حوالي سنة : (٨٧٠ هـ) .
“٢” والمقصود بقولي : (من غيره) : كتاب : (الخمسمائة صلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم) : للشيخ محمد بن القاسم الرصّاع التونسي ، المتوفى سنة : (٨٩٤ هـ) ، والكتب المناظرة كثيرة لمن يحب الانتفاع بها ، من متأخرها : (أفضل الصلوات على سيد السادات) : للشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني ، المتوفى سنة : (١٣٥٠هـ) ، رحم اللّٰه – تعالى – مؤلفيها أجمعين.
……………………….
#الخميس_ليلة_الجمعة
29/محرم/1447.
24/تموز/2025 .