Views: 1
#هذا_بياني
#الصَّلاة_علي_النَّبي
……………
(508)
…………………………
*(من الآفاقِ تلتئمُ القلوبُ)*
…………………………………..
منَ الآفاقِ تلتئِمُ القلوبُ
على حُبِّ النَّبيِّ لها وجيبُ
فمُذ جاءَ البريَّةَ ذاتَ بعثٍ
إليها فهْوَ سيِّدُها الحبيبُ
لأنَّ اللّٰهَ أشربَها هواهُ
كريماََ فهْيَ عاشقةٌ تلوبُ
وكمْ تنوي الزيارةَ من بعيدٍ
ولكنَّ الدروبَ هِيَ الدروبُ
ومَن سكنَ البعيدَ يذوبُ شوقاََ
وفرْطُ البُعـدِ جاعلُهُ يذوبُ
ومَن يكُ في الجوارِ فتلكَ نُعْمى
من المولى الكريمِ لها طيوبُ
ولستُ بحاسدٍ من عاشَ فيها
فشوقُ الأبعدِينَ لها ضريبُ
وإنّي الغابطُ القاضي حنيناََ
وكربُ البُعدِ تشنؤهُ الكروبُ
قضى ربِّي مُباعدتي بدارٍ
وحِبِّي في مُنيرتِهِ الطليبُ
[وما نيلُ المطالبِ بالتمني] “*”
وصبرُ المرءِ ينهجُهُ الصليبُ
ووقْدُ الشوقِ يبهِجُ ناسِميهِ
بنفحِ الصبرِ ساعةَ يستطيبُ
فيعطي الصَّابرينَ أُجورَ نأيٍ
من المولى يُسَرُّ بها الكئيبُ
وإنْ يكُ شاعراََ مثلي وصحْبي
فإن الشعرَ صاحبُنا الذريبُ
يحُنُّ لنا الحنينَ إلى المُزَّكى
ويلهجُ بالصَّلاةِ بنا الطروبُ
فؤادٌ يجتوي بُعْداََ لطهَ
رسولاََ والبعيدُ بهِ القريبُ
لأنَّ اللّٰهَ أسكنَهُ الحنايا
مُقيماََ لا يُفارِقُ أو يغيبُ
صلاةُ اللّٰهِ جامعةٌ عليهِ
شتاتَ الأرضِ ما التَهبَ اللهيبُ
ويبرُدُ بالصَّلاةِ عليهِ دوماََ
و بي حالي يُخالطُها النحيبُ
وأسكنُ ما وصلتُ بها إليه
وجمَّت كالغيوثِ إذا تصُوبُ
وعلْمي بالوصولِ أكيدُ علمي
ويُروى عنهُ واصلُها الرتيبُ
ويفرَحُ بالصَّلاةِ وينتحينا
بردٍّ منهُ عاطرُهُ هَبوبُ
فلا تسألْ بسرِّكَ : ما حسابي؟
لأنَّ السؤلَ منقصةٌ تعيبُ
ومن طلبَ الاجورَ بما يُصلّي
على الهادي فمولاهُ المُثيبُ
على تلكَ الصَّلاةِ بعشرِ وعدٍ
لواحدةِ تقالُ وما تخيبُ
لأنَّ اللّٰهَ راصدُها حساباََ
لأهليها ومُضْعِفُها الحسيبُ
فصلّوا يا أحبَّةَ من أتانا
حبيباََ مَن يقاطعُهِ سليبُ
سليبٌ من شفاعتِه طريدٌ
إلى الشيطانِ منهجُهُ العصيبُ
ومَن يعلَقْ بسيِّدنا فذاكم
أخٌ بالحُبِّ جامعُنا النجيبُ
أبو الأسماءِ بالغةََ مئاتٍ
ومُحصيها المُيسَّرُ والأديبُ
وفي الأورادِ مسردُها شريفٌ
كحُسنى اللّهِ حافظُها كَسُوبُ
على خيرِ البريَّةِ مَن يُصلّي
صلاة الحبِّ يسّرَهُ الرقيبُ
ومن يُهْدَ الطريقَ فذاك صبٌّ
شريفُ الحبِّ ذلكمُ اللبيبُ
وهذي حظوةٌ شرُفَت مقاماََ
فحاولْ أن يحالفَكَ النصيبُ
فهذا الكسبُ أرفعُ ما اكتسبْنا
فليسَ المالُ تـِبْرَكَ يا ترِيبُ
فمن رُزِقَ الصَّلاةَ على المُعلّى
رسولِ اللّٰهِ رازقُهُ الرقيبُ
يراقبُ طيبَ بهجتِهِ بطهِ
فيُرزَقَ بالمحاسنِ ما يطيبُ
وحسْبي أنْ أقولَ هنا رجاءََا
ولي في اللّٰهِ ما وثِقَ الطَّلوبُ
لعلَّ اللَّهَ يرزقُنا رضاهُ
وتلحقُنا الشَّفاعةُ لا الذنوبُ
فوا سعدَ الحياةِ لمن يُصلّي
على خيرِ البَريَّةِ إذ يثوبُ
فيلقى عند رازقِهِ جِناناََ
مُفتَّحةََ وداخلُها العجيبُ
ولا عينٌ رأتهُ ولا الأماني
و ما طافت بواصفِها الريوبُ
كتابُ اللّٰهِ صوَّرَها حقيقاََ
و شكُّ المُبطلينَ هو الكذوبُ
ومن لزِمَ الصلاةَ فذاك ينجو
بفضلِ اللّٰهِ والجاني يتوبُ
ومن يقضِ الفروضََ لفوتِ وقتٍ
فخيرُ قضائهِ منه الدؤوبُ
وليتَ السّادرينَ وعوا كلامي
فإنّي بالنصيحةِ لا أريبُ
فنصحي بالصَّلاةِ على حبيبي
حبيبِ اللّهِ عالميَ الرحيبُ
وليتي قد قضيتُ فواتَ عمري
لألقى سيَّدي وأنا الحليبُ
حليبٌ لم يُشَبّ بفواتِ فرضٍ
من الخَضْرا الصَّلاةِ فبي ندوبُ
بها خجلي الخجولُ : فما جوابي
إذا عُوتبت فانبكمََ المجيبُ؟!
……………………………………
“*” وتمام بيت أمير الشعراء “أحمد شوقي – رحمه اللّٰهُ – في بائيته النبويّة الشريفة : (سلوا قلبي غداة سلا و ثابا)
………………………………..
(ولكن تُؤخذُ الدُّنيا غِلابا)
…………………………………….
= الخميس – ليلة الجمعة :
6/صفر/1447.
31/تموز/2025 .