Views: 26
كحلون …
*بقلم الكاتي الإعلامي سعدالله بركات
كحلون ياطلّة لبساتين كانت بهية ، ياطللا على دروب القناة ،كحلون يا تلّة الشمال ، كنّا نصابحها ونماسيها فصارت النظرة مشتهاة ، كحلون يا جبلا من ذاكرة وذكريات، كحلون. يا كحلون ليت الجفون تتكحّل بنسماتك العليلات….
نعم ..عن ،، كحلون ،، أحدّثكم ، تلك الهضبة الجرداء على مبعدة 2 كم شمال البلدة ، مثل كلّ أراضي ،، صدد ،، وقد غاب عنها خير السماء ، منذ نصف قرن ويزيد ، لكنّها مخضوضرة في القلب ، مذ كنّا صغارا ، نصابحها أونماسيها ، ونحن في طريقنا إلى الحصاد أو كروم عنب وتين ، قبل أن تصير أثرا بعد عين ..
ما أن نتجاوزها ، حتى تطلّ واحة ،، القناة ،،* بنضارتها ،وعبق ثمارها وقد رضعت ماءها السلسبيلا ، قبل أن نسمع فيروز تشدو ،، كحلون ضيعة ستي،، :
((ونحنا بسهر كحلون..
منقطف العنب والتين وبيمرق تشرين…))..
كيف لا تزداد في المخيّلة اخضرارا وبهاء ، بعدما عبرنا المحيط، وصار ،،التكحّل ،، برؤياها الأماني المشتهاة ، بعدما كانت تثير فينا مشاعر وذكريات، كيفما يمّمنا العين نحو ليالي،، الشمال،، الحزينة .
طريقها الترابي الوعر ، وقد مشيناه أياما وساعات ، أملا بفاكهة نضرة ، لم نعهد لمثلها مذاقا ، وها نحن نتشهّاها ، ولياليها الخاليات.
جيلنا السبعيني كاد ينساها ، لولا أنّ ثلّة براعم ،،، بادرت 2014 ، لتشكيل فرق فنية ، فكرّست تجذّرا بديعا ،حين سمتها فرقة (كحلون ) ، تعبيرا عن تمسك مزدوج بأ مكنة وأسماء ، بما ينطوي على بليغ المعاني ، وبفرح الحياة لقهر الليالي الحالكات …