Views: 2
مولد النور
…
شعر : د. جمال مرسي
…
صَلَّى عَلَيْهِ وأَعلَى ذِكرَهُ اللهُ
و طَابَ حِينَ ذَكَرْتُ النُّورَ ذِكرَاهُ
ورَقَّ شِعرِيَ لَمَّا جَاءَ مَوْلِدُهُ
فَالنُّورُ يَسكُنُهُ والبِشْرُ يَغشَاهُ
أَتَى رَبِيعُ شُهُورِ العَامِ فَاْنشَرَحَتْ
بِهِ الصُّدُورُ وقَالَ العَامُ بُشْرَاهُ
هُوّ الرًّبِيعُ، حَبَاهُ المُصطَفَى أَلَقاً
لَمَّا تَدَفَّقَ نُورٌ مِن مُحَيَّاهُ
فَعَمَّ بُصرَى ضِيَاءٌ لا مَثِيلَ لَهُ
واْرتَجَّ إِيوَانُ كِسرَى فَوقَ كِسرَاهُ
وأَطفَأَ اللهُ نِيرَانَ المَجُوسِ، ومَن
ذَا كَانَ يُطفِئُ نَارَ الشَّرِ إِلَّاهُ
وشُقَّ صَدرُ حَبِيبِ اللهِ وا عَجَباً
أنْ شَعَّ مِنْ صَدرِهِ أنوَارُ مَوْلَاهُ
يَنمُو يَتِيماً حَبِيبِي، فِي طُفُولَتِهِ
لَكِنَّ عَينَ الَّذِي سَوَّاهُ تَرعَاهُ
هُوَ الأَمِينُ، وقَد فَاقَتْ أَمَانَتُهُ
كُلَّ السَّجَايَا، ومَا أَحَلَى سَجَايَاهُ
هُوَ المُصَدَّقُ فِي قَوْلٍ وفِي عَمَلٍ
سُبحَانَ مَن بِكِتَابِ الحَقِّ رَبَّاهُ
هُوَ الكَرِيمُ فَلَمْ يَسْبِقْهُ فِي كَرَمٍ
إِنْسٌ، ولَم يُغْرِهِ مُلْكٌ ولا جَاهُ
هُوَ الفَقِيرُ، ولَكِنْ يَا لَعِزَّتِهِ
بِأُمَّةِ الخَيرِ رَبُّ الخَلقِ أَغنَاهُ
حِرَاءُ يَشهَدُ أَنَّ الوَحيَ أَنزَلَهُ
رَبُّ العِبَادِ عَلَى مَن طَابَ مَسعَاهُ
ومَن تَمَيَّزَ دُونَ الخَلْقِ أجمعهم
بِطُهرِ مِعرَاجِهِ لَيْلاً ومَسْرَاهُ
وطِيبِ هِجرَتِهِ مِن أَجلِ دَعوَتِهِ
للهِ، لَيسَ سِوَى الرَّحمَنِ يَخشَاهُ
يَا أُمَّ مَعبَدَ: هَل أَنصَفْتِهِ صِفَةً
إِذ لَامَسَتْ شَاتَكِ العَجفَاءَ كَفَّاهُ
فَقَالَ بِاْسمِكَ يَا اللهُ، فَامتَلَأَتْ
بِالخَيرِ مُعجِزةً قَد سَاقَهَا اللهُ
يَمشِي بِكُلِّ أَمَانٍ لَا يُسَاوِرُهُ
خَوفٌ، فَإِنَّ إِلَهَ الكَوْنِ أَنْجَاهُ
وفِي مَدِينَةِ خَيرِ الرُّسْلِ مَنزِلَةً
طَابَتْ إِقَامَتُهُ فِيهَا وسُكْنَاهُ
يُقِيمُ بِالسِّلمِ لا بِالسَّيفِ دَوْلَتَهُ
تَرعَاهُ عَينُ الَّذِي لَم تَغفُ عَيْنَاهُ