Views: 7
القصيدة (رحيلٌ بلونِ الدمع):
رحلتِ والدمع في عينيها هطلْ
فابتلتِ الأرضُ الحزينةُ والجبلْ
وسرى الحنينُ بخافقي متوجِّعًا
يتلو مواجعهُ إذا الليلُ انكفلْ
يا من تركتِ القلبَ في نارِ الجوى
ما عادَ في صدرِ الهوى غيرُ المللْ
ماذا جنيتُ لكي أذوقَ مرارتي؟
ما عادَ بعدكِ من رجاءٍ يُحْتملْ
كانتْ ليَ الدنيا بعيني بسمةً
فغدتْ جراحًا لا تطيبُ ولا تُسَلْ
يا زهرةً فاحتْ بعطرِ مودتي
ذبلتْ وسافرَ طيفُها عندَ الأجلْ
من لي سواكِ إذا تناثرَ دمعُنا
إن غابَ وجهُكِ، من يُعيدُ لنا الأملْ؟
يا ليتني كنتُ السحابةَ حولَها
كي لا أرى للوصلِ يوماً مرتحلْ
ما زلتُ أذكرُ نظرةً قد خضّبتْ
وجهي بحُسنٍ ليسَ يُشبهُهُ مثلْ
رحلتِ، وانطفأَ الربيعُ بأرضِنا
وغفتْ على نارِ الجراحِ بيَ السُبُلْ
يا موجةً عبرَتْ فؤادي كالندى
لكنها غدرتْ كأقسى من نزلْ
إن عدتِ، عادتْ للحياةِ حقيقتي
أو متُّ من بعدِ البعادِ وما اكتملْ
يا ليتَ قلبي كانَ قُربَكِ ساكناً
ما كانَ ذاقَ الهمَّ أو ذاقَ العللْ
يا طيفَها، عُدْ بي إلى أحلامِنا
قد كنتَ لي في غيبتي نعمَ المَثَلْ
كم ليلةٍ سَهرتُ أبكي نجمةً
رجوتُها، أن لا تغيّبَها الزُّلَلْ
هذي المرافئُ لا تُلبي نَوحَتي
إذْ ودَّعتني دونَ وعدٍ أو عملْ
يا ليلُ أخبرْها بأني واجدٌ
ما عادَ يروي غلّتي غيرُ الأملْ
لو أنصفَ الدهرُ الحزينُ قلوبَنا
ما كانَ فرّقَ بينَ روحٍ وأصلْ
إني رضيتُ بأن أكونَ ضحيةً
لكنْ أراكِ تركتِ قلبي يشتعلْ
أواهُ يا زمنَ الفراقِ تجلَّدي
إنّي ضعيفٌ والفؤادُ به وَجَلْ