Views: 3
أمّي ,,,,* د.غسّان الكلاس
أمّي ،، في ذكراك
ويشرقُ نورُ وجهك فيبدد ظلمةَ القبر الذي يضمك
ويناغي وجيبُ قلبِك أرواحاً تهيم بحبك
وتتحسسُ أناملُك
أبناءً وأحفاداً
احتويتِهِم في حضنك
وتبحثُ عيناك آمالاً
وترسلين آهاتٍ حرّه
تمزّقُ صدركْ ،،
تعاني البعدَ
ونعاني
وتبكين في سركْ
وهدهدةُ السرير
وهنهنةُ النوم
وأغنياتُ العشيّه
تمخرُ عُبابَ النفوسِ المتعبهْ ؛
تراكمتْ أحزانُها
وثقلتْ همومُها
فانفجرَ الجرحُ وتدفقَ قيحاً وصديداً
يكوي الفؤادَ
ويمزق الجسدْ
أمي ،،
ويزهرُ ربيعُ الالمْ
وفي القلب غُصّهٌ
وعلى الشفاه سؤالْ !!
أمي ،،
رحيلُك مرٌ وذكراه مريرهْ
تذكّرني بطعم الحريرهْ
دواءً بات علقماً وحنظلاً
من بعدكْ
أمي ،،
من عينيك كنا نستمدُّ قوّتَنا
وقُوْتَنا
ومِن اصرارك نبصرُ الطريقْ ؛
وبعدَك
تلتهمُنا الحياةُ
وما من صديقْ !!
أمي ،،
لمّا تزلْ رائحةُ عطرِك
تسربلُ الجوانح
وتنشرُ مساحةً من الأملِ الدافقْ
ويضيعُ الطريقُ
فتبددُ ظلمتَه منارة ضيائك
شمساً ساطعةً
وقمراً منيراً
في حُلكةِ الزمن العاثرْ
أمي ،،
دهورٌ على الرحيلْ
ودهورٌ من المواجعْ
أمي ،،
جرحٌ عميقٌ فقدُك
يقلّبُ المواجعْ
ويجعلنا – بعدَك – حيارى
سكارى
وتنهملُ المدامعْ
أمي ،،
بَوْحي يؤرقني
ويؤلمني
ويقضّ المضاجعْ !!!
- أديب سوري_ برازيلي