Views: 4
قطار ” برلين ”
من خلف نافذةَ القطار الباردة
أطلُُّ على صباح المدينة
كحلمٍ سريع ،
بينما “برلين ” تتلوّنُ
بضوءٍ خجولٍ
يتسلّلُ بين الأبنيةِ كعاشقٍ لا يُجيدُ الاعتراف.في قلبي ضجيج لايسمعه احد
وفي عيني حنين
لأشياء لا أعرف اسماءها
—القطارُ يركضُ،
والأرصفةُ تلوّحُ
بأناسٍ يحملون أكياسَ الوقت،
وأمنياتٍ صغيرة
مخبّأة في جيوب المعاطف.من نافذتي،
أرى امرأةً تُصلحُ شعرها في زجاجِ محلٍ مغلق ،
ورجلًا يقرأ جريدةً
كأنّه يبحثُ عن نفسه بين الأخبار.الأشجارُ تفتحُ أذرعها للريح،
والشوارعُ تستيقظُ
على وقعِ الخطى ،
كأنّ المدينةَ تُعيدُ ترتيب سيرتها
كلّ صباحٍ
من جديد.أكتب عنك …
أنت الذي تمشي بين الحروفكمن يمشي على خيوط الضوء،
لا تخاف السقوط،
انت لي كالحرف
للقصيدة
وكالضوء للنافذةفيك من الحنين
ما يكفي لزرع غابةٍ من الذكريات،
وفيك من الدهشة
ما يجعل الكلمات ترتجف
قبل أن تخرج من فم المعنى.تقرأني بشغف
و أكتبك بندى الفجر ،نكزدر في وطنٍ مؤقت
لقلقٍ جميل
اسمه الشغفهذا الصباحُ بالنسبة لي
ليس وقتًا ،
بل حالةٌ من الترقّبأشعر أنّ الحياةَ
تنتظرُني في المحطةِ القادمة————-
- د. ناديا حمّاد
8/10/2025.
-المانيا-