Views: 4
مغلق أنا
مذ القطفة الأولى
والبحر والقلم والأرض خارج النهار !
كائن الطين ذو الأشواك والمرارات اللامعات
مسجوناً في أفكاره بلا شموس
من يفرج عن آهات طرقاته ؟
الإجابة غائبة عن بيت السؤال …..
مغلق أنا ؛ داخل المرآة
أفكر فيما لست أعلمه
أتخبط في وجود الوحدانية ووحدانية الوجود
صوتي في الصمت الغابر يسبح
ليس شيئاً في هناك تمسكه العين !
لم أكن شاهداً على الاحتدامات
كنت مشاهداً فقط من خلال ” ملاعب ” الأثر
استسلمت للغيب دون سؤال
فتركني أتأرجح في ظلمة الأصداء !!؟
ليس لي أن أمحو الأثر
إنما سأتوقف ثقيلاً عند أخر راية بيضاء
أضع لماذا فوق كيف وأبني في الأين أصفاري الكثيرة
لا شيء أنا في الظواهر المقروءة والمسموعة
فلتهنأ الأرض بأسرار السماء ….
مغلق أنا ؛ داخل المرآة
أستطيع عبر الدموع الطائرة السفر للسماء
اسأل ؛ إني عاصرت الرماد المارد
وضايفت الضباب في كل أيامي
كنت صديقاً وفياً للانكسارت الكثيرة
وشجرتي المائلة للانطفاء
تحمل ستين غصناً مظلما
فمتى تنجب الأرض نهاري الأول ؟
تحطمت أجنحة الدموع
فسقط السؤال مع الإجابة
في حكمة لا علم لي بخباياها !
بلا أسئلة بلا إجابات بلا أغصان
قررت أخيراً الخروج من المرآة
محملاً بالأصفار أتنقل من تيه إلى تيه
أبحث في تفاسير الضوء عن مفتاح الحكمة
لم أجد رقماً يؤاخي أصفاري
لا شيء … لا شيء في العصوف
لم يزل لحن الحظ تائهاً عن مسمع الباب !
ليس لي في الضوء رقم
رغم أنني حينما ألمح فكرة عارية
أتعصف جداً …. وأظل أتعصف في رأسي
حتى تهتز أشجار أبجد وتتدلى بكامل أغصانها
بمحبرة شغوفة أقطف كل ثمار الضوء
وأجلس منفرداً في بحبوحة شعر
أصنع لها ثوباً من بروق القصيد
يسترها من عيون المحو ….
مغلق أنا ؛ داخل المرآة
مغلق أنا ؛ خارج المرآة
وليس على الميزان هدى
إنه يعلو بكل ناقص
ويهبط بكل مكتمل !!!!
محمد أبوعيد