Views: 6
“رهن قلب”
*قصة لبابة يونس
● قبيل عيد زواجهما الثلاثين، قرر أن يفي بوعده وعهده، ويكشف السر الذي أخفاه لأكثر من ثلاثة عقود.
رغم صعوبة الموقف، كان يعلم أن الاعتراف سيزيح عن كاهله عبئًا ثقيلًا، ذنبًا اقترفه وحملته روحه طوال هذه السنوات. اقنع نفسه بأن ما فعله كان لصالحهما، فقد سرع من ارتباطهما، وفتح لهما بابًا نحو حياة مليئة بالحب والتفاهم والاحترام.
كان زواجًا سعيدًا، أثمر عن ثلاثة أطفال تعاونا معًا لتربيتهم وتعليمهم، وسلموهما إلى الحياة محصنين بالعلم والتربية.
واليوم، ها هما يعودان وحيدَيْن، بعد أن كبر أولادهما وتوزعوا في دروب الحياة، لكن الحب والتفاهم لا يزالان يربطان بينهما. الاحترام ظل عماد حياتهما، حتى أصبحا مثالًا يُحتذى به، وأطلق عليهما الأصدقاء لقب “طيور الحب”.
كان هذا
عهدًا ووعدًا
سرًا وذنبًا
ومع مرور الزمن، بات من الضروري أن يبوح به مهما كانت النتائج.
اليوم، قرر أن يريح ضميره.
لقد آن الأوان.
العاشر من نيسان، عيد زواجهما.
دعاها إلى العشاء، وكانت سعادتها لا توصف. منذ فترة طويلة لم يذهبا معًا إلى المطعم، فقد فضلا تخصيص كل ما لديهما من وقت ومال لأولادهما. كان شغلهما الشاغل تربية الاولاد، من الولادة إلى الدراسة، ثم الزواج والسفر… كانت حياتهما مليئة بالتضحيات.
كان هو يعمل ليلًا نهارًا لتوفير حياة كريمة لهم، وهي تفانت بخدمتهم وتربيتهم ، وقبل زواج كل واحد من الاولاد ، كانت تقدم له هدية قطعة من ذهبها ..لقد وزعت كل حليًها على أولادها في أفراحهم، دون تمييز. لم يتبقَّ لها سوى محبس زواجها، الذي نقش عليه اسم زوجها “رفيق”،
ونقش على محبسه اسمها “رفيقة”.
كان هذا آخر ما تبقى من الذهب، لكن روابط الحب التي جمعتهما كانت أقوى وأكثر متانة من أي معدن.
أخرج علبة أنيقة، وقال لها:
“اغمضي عينيك”.
وضع أمامها العلبة المفتوحة، وكانت داخلها بروش فاخر، مرصع بالألماس، موديل قديم تراثي.
قال لها:
“افتحي عينيك”.
نظرت أمامها، وقعت عيناها على البروش، فشهقت بدهشة.
“ما هذا؟!”
كانت دهشتها كبيرة، فقد رأت البروش الذي فقدته منذ أكثر من ثلاثين عامًا في السينما، أثناء فترة خطوبتهما. بحثا عنه طويلاً ولم يعثروا عليه، حزنت وقتها كثيرًا لأنه كان هدية من أمها، التي ورثته عن أمها. كان بروشًا قديمًا، نادرًا.
لم تصدق ما رأته أمامها.
فقال لها:
“رفيقة، سأبوح لك بسر قديم”.
بخجل شديد، بدأ يبوح لها بسر ظل في قلبه ثلاثين عامًا:
“سأعترف لك بذنبٍ حملته طوال هذه السنوات، واليوم أوفي بوعدٍ قطعته على نفسي، بأنني سأعيده لك يومًا ما بعد أن أتمكن من حل أزمتي المالية._وقتها_
كنت أخاف أن أخسرك، لذلك فعلت ما فعلت. نعم، أخفيته عنك عندما ضاع منك في السينما، وتفقدتِه، عدت إلى الصالة، بحثت بين المقاعد، ووجدته… ولكنني عدت وقلت لك ‘لم أعثر عليه’. تحملت ذنب حزنك عليه، وكان عزائي أنني سأعوضك بما هو أثمن، وسأعيده لك بأقرب وقت ممكن. رهنته،
نعم رهنته لتأمين مصاريف العرس واستكمال فرش البيت، وتمكنا من إتمام زواجنا
“أنا رهنت قلبي قبل أن أرهن البروش، وكنت أراه أثمن ما أملك.”
وفيت الرهن بعد سنوات، لكن لم أجرؤ على أن أبوح لك بالسر، خوفًا أن يهدم ما بنيناه في سنواتنا الأولى. خفت ألا تغفري لي.
أما اليوم، وبعد كل هذا الوقت، أرجو منك المسامحة بقلبك الكبير، الذي اعتدت عليه طوال حياتنا.
انت وانا وحياتنا التي عشناها كانت اغلى من الذهب والالماس.
وها أنا أفي بوعدي وأعيد الأمانة إلى أصحابها”. –
- لبابة يونس إعلامية سورية
- ١٢-٢٠٢٥
-

- && سيرة &&
لبابة يونس ، إعلامية وممثلة في مسيرة 40 عاما
-اجازة في الادب الانكليزي و.دبلوم تربية
-عضو اتحاد الصحفيين وعضو مكتب الاتحاد في اللاذقية – الدورة الأخيرة
& توليت عدد من المسؤوليات الإدارية
نائب مدير مركز اللاذقية
رئيسة قناة أوغاريت وعضو مؤسس فيها
رئيسة إذاعة أمواج
– عملت في برامج لعدد من الفضائيات العربية.
– مذيعة في المركز الإذاعي والتلفزيوني في حلب منذ تأسيسه ، ١٩٩٠ ومن أعمالي تقديم:
– البرامج التلفزيونية والتقارير الاخبارية من حلب عبر القناة الاولى والثانية انكليزي/ والفضائية
– البرامج والفترات في اذاعة حلب
– عشرات المهرجانات ابرزها مهرجانات الاغنية السورية منذ دورتها الاولى. ثم مهرجانات المحبة
– عام ١٩٩٦ و بسبب الزواج انتقلت إلى المركز الإذاعي والتلفزيوني في اللاذقية كمقدمة ومعدة.برامج في إذاعتي اللاذقية وأمواج
– وقدمت عشرات الساعات التلفزبونية من البرامج والاستطلاعات .. ..لصالح الفضائية ..البث المحلي..وقناة اوغاريت .
-&& أجريت حورات مع عدة قامات أدبية وفنية عربية وسورية ومنها: الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، على هواء الفضائية السورية.
– الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم الشاعر العفوي و(من السهل الممتنع).
– كمال الشناوي وصباح فخري ودريد لحام
– في عام ٢٠٠٨ أوفدت مع الفريق الإعلامي السوري لتغطية معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الكتاب الدولي في ألمانيا .
& هوايتي التمثيل وشاركت في أعمال المسرح الجامعي والقومي بحلب : بمسرحيات عدة منها (الغزاة) (جلجامش)، (سكان الكهف) (المدينة المليونيرة) و(حالة حرجة).
– شاركت بعدد من المسلسلات التفزيونية
ابرزها:كان يا ماكان – حضارة العرب – نهاية رجل شجاع، وأمينة الصندوق…
– شاركت بفيلم سينمائي( وقائع العام المقبل) وعشرات الحلقات الاذاعية الدرامية في اذاعة حلب.
– متزوجة من المهندس مازن رومية ولنا ولدان:
د.زين طبيب اسنان – د.مايا طب بشري
****************





































