Views: 7
(( ولمّا افترَّ ثغرُ خريفِنا تفتَّحَت زهورُنا..)) بهذه الومضة زفالشاعرة نازك مسوح – زنبقة الوادي – القراء بصدور أولى مجموعاتها الشعرية (مزامير على ثغورِ الصباح) عن دار الينابيع للنشر والتوزيع – دمشق . كانون ٢- ٢٠٢٥
و عن باكورة مطبوعاتها قالت شاعرة الومضة بامتياز ((، كتبتُها بطمأنينةٍ تشبه خطوات الندى، وببطءٍ يعرفُهُ القلبُ حين ينضجُ الكلامُ على نارِ الحنين. هي نصوصٌ تنفَّستُ معها الذاكرة، واستعدْتُ عبرها بداياتي الأولى، تلك التي كانت فيها القصيدةُ وطناً دافئاً، وكانت الكلمةُ صلاةً لا تهدأ..))
وأهدت هذا الإصدارَ لكلِّ قارئٍ يرى في القصيدةِ نافذة، ولكلِّ قلبٍ يلتقطُ الموسيقا المختبئةَ بين الكلمات.
حوت المجموعة ٤٥ قصيدة بموضوعات وجدانية منوعة على امتداد 119 صفحة وهي محاولةٌ لالتقاطِ خيطِ الضوءِ ساعةَ الولادة، ورسم ملامحِ الروحِ في لحظاتِ صفائها.
وفي تقديمه المجموعة قال الشاعر العراقي حسين السياب
(إنَّ القارىءَ لمجموعة نازك تطالعُهُ باقاتُ نرجسَ جميلةٌ وفوَّاحةٌ، من خلجاتِ النَّفسِ والرُّوحِ والذاكرةِ المتَّقدة، ونبضِ الوجدان.. نفحاتٌ من الشِّعرِ المتدفِّقِ بانسيابيَّةٍ رائعة، تدلُّ على حِرَفيَّتها في صياغةِ الجملِ وإتقانِ صنعِ الدَّهشةِ المهمَّةِ في قصيدةِ النَّثر..
تنثرُها الشَّاعرةُ علينا بكلِّ ما تحملُهُ تجربَتُها الإبداعيَّةُ من عفويَّةٍ وانطلاقٍ وإحساسٍ عالٍ بالكلمة.
فهذهِ النّقوشُ هي ثورةُ الرُّوحِ التَّوَّاقةِ للحُبِّ والتّطلُّعِ، والبسمةِ والحنينِ لكلِّ جماليَّاتِ الطّبيعةِ التي تحيطُ بها. بحكمِ المنطقةِ الجبليَّةِ التي تسكنُها، والتي تركَت آثارَها البصريَّةَ الجماليَّةَ في عيونِ شاعرتِنا، لتنسجَ من هذهِ الصُّورِ البصريَّةِ قصائدَ نثرٍ، تتَّسمُ بجماليَّةٍ متفرِّدة.
في أحد نصوصِها تقولُ الشّاعرة:
((أتهجَّى كرومَ العنبِ برِئةِ النَّبيذ،
أتهجَّاها حرفاً حرفاً..
كي تُذعنَ لي ملائكةُ الكلمة
فأنا…
ومن بعدي الرَّواسي في هيبةِ المثول…
تحسدُني المشرقاتُ بهاتفاتِ الضَّاد،
وتغارُ منِّي الفارعات..
أعرفُ شجرةَ طموحِي
تغبطُ كرمَ النُّجومِ بالدَّوالي
وتصلِّي بناهداتِ العنبْ..))
وأضاف لقد خلقت الشاعرة لذاتها منهجاً تسعى من خلالهِ إلى تحقيقِ همساتِها وعبراتِها. ونظرتُها للحياةِ والثّقافة، يحدوها صدقُ المشاعرِ وعذوبتُها وحرارةُ القصائد..
في نصّ سيِّدةِ الغلال، تتحفنا الشاعرةُ بفيضٍ من الأناقةِ للشعريَّة والجمال؛
كالوشمِ وسامُكِ الذَّهبيُّ
مطبوعٌ على ثغورِ البيادر
وتاجُكِ الأُرجوانيُّ
مُرصَّعٌ بالوردِ والعبير..
سُنبلَتي السّمراء
ابنةَ التُّرابِ المدلّلة..
غَفوتِ في أحضانِهِ درَّةً
ثمَّ استيقظْتِ
أميرةً ميَّاسةً على عرشِه..
وهكذا تقف الشّاعرةُ عبر مجموعَتَها ( مزامير الصباح ) أمام عشَّاقِها، وقرَّاء نصوصِها الملوَّنةِ بألوانِ الحياة، كما نسجَتهُا أناملُها الرقيقة،وهي تعزفَ أغنيةَ الحبِّ والشَّوقِ والحنينِ، لتكون مجموعةٍ شعريَّةٍ أُولى رائعة ، تتلوها مجاميعُ تنيرُ طريقَ الأدبِ والثَّقافةِ في بلدِها الحبيبِ سوريَّة وباقي البلدانِ العربيَّة…
والشاعرة نازك تعطر بقصيدها منذ سنوات صفحات مجلات ومنتديات سورية عربية ودولية عدة في الفضاء الأزرق ، فضلا عن إسهاماتها في دواوين مشتركة وقد ترجمت بعض قصائدها للفرنسية .
- المحرر الأدبي

































